المشهد اليمني

” تصعيد حوثي جديد بعد إعلان الضبيبي قبول الصلح في اتهامه بالدعارة ”

الجمعة 31 أكتوبر 2025 09:48 مـ 10 جمادى أول 1447 هـ
الجرموزي
الجرموزي

في تصعيد لافت يُعقّد المشهد القبلي-السياسي المحتدم في العاصمة اليمنية صنعاء، شنّ القيادي الحوثي البارز محمد الجرموزي هجومًا لاذعًا على خصومه، في خطابٍ حمل تلميحاتٍ خطيرة تزامنًا مع إعلان الشيخ يحيى الضبيبي قبوله بمبادرة "الصلح" من قبيلة خولان.

وقال الجرموزي في منشورٍ متلفز نُشر عبر منصات الحركة الحوثية:

"الذين أعتادوا الانتصار بالزيف ينصدمون برعب الحقيقة، ويرون في صمودك تهديدًا لوجودهم؛ لأنك تخرج عن معادلاتهم المألوفة، وتُربك منطقهم القائم على الانكسار."
وأضاف بلهجةٍ تحمل تهديدًا واستعلاءً:
"كل واحد يعرف حجمه... وبعد أبن طه، رجال... رجال!"

وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات فقط من إعلان الضبيبي موافقته على مبادرة الصلح التي قدّمتها قيادة قبيلة خولان، في محاولةٍ لإنهاء التوترات المتصاعدة بين أطراف محلية وسلطة الحوثيين في صنعاء.

لكنّ الجرموزي، في خطابه، لم يكتفِ بالردّ على الضبيبي فحسب، بل أعاد التلميح بشكلٍ صريح إلى اتهاماتٍ سابقة وجّهها لخصومه بـ"إدارة شبكة دعارة" في صنعاء – اتهاماتٌ أثارت جدلًا واسعًا حينها ونفاها المعنيون بشدة. ولم يُقدّم الجرموزي أي أدلةٍ جديدة تدعم اتهامه، لكنه استخدم لغةً توحي بأن "الاتهام لا يُزال قائمًا"، مُضفيًا على كلامه طابعًا تهديديًا يعكس تصميم الحوثيين على عدم التنازل في معركة "الشرعية الأخلاقية" التي يسعون لفرضها.

ويُنظر إلى هذه التصريحات على أنها رسالة داخلية وخارجية في آنٍ واحد:

  • داخليًا: تهدف إلى تثبيت خطاب "الصمود في وجه الزيف" الذي يروّج له الحوثيون لتعزيز تماسك قواعدهم.
  • وخارجيًا: تُرسل إشارة واضحة إلى القبائل والشخصيات المعارضة بأن أي تقارب أو تهدئة لن يُمرّر دون اعترافٍ ضمني بسلطة الحوثيين و"منطقهم".

ويتساءل مراقبون:
هل يُمهّد هذا التصعيد لجولة جديدة من الصراعات تحت غطاء "الأخلاق" و"الشرف"؟
أم أنّ مبادرة الصلح من خولان ستُطيح فعليًا بهذا الخطاب الاستفزازي؟