المشهد اليمني

وفاة شاهد عيان على اغتيال الحمدي… يحيى الأصبحي يُودّع الحياة في تعز عن 80 عامًا

السبت 1 نوفمبر 2025 12:04 صـ 11 جمادى أول 1447 هـ
الحمدي
الحمدي

في خسارة وطنية مؤلمة، ودّعت مدينة تعز اليوم الجمعة، أحد أبرز الشهود الأحياء على واحدة من أكثر اللحظات دموية وغموضًا في تاريخ اليمن الحديث؛ فقد تُوفي العم يحيى أحمد عبدالله الأصبحي، عن عمر ناهز الثمانين عامًا، بعد حياة حافلة بالذكريات والشهادات التي توثّق مرحلة مفصلية في مسار الدولة اليمنية.

وُلد الفقيد في منتصف أربعينيات القرن الماضي، وعاصر عصر التحوّلات الكبرى في جنوب اليمن وشماله، لكن أبرز ما عُرف به هو كونه شاهداً مباشراً على المؤامرة التي استهدفت الرئيس إبراهيم محمد الحمدي في 11 أكتوبر 1977، والتي أنهت مشروعًا وطنيًا طموحًا كان يُعدّ لتوحيد البلاد وبناء دولة مدنية عادلة. وعلى مدار عقود، ظلّ العم يحيى الأصبحي من بين القلائل الذين احتفظوا بتفاصيل دقيقة عن تلك الليلة المشؤومة، ما جعله مرجعاً موثوقاً للباحثين والمؤرخين والصحفيين المهتمين بفك ألغاز تلك الجريمة السياسية.

وقد عُرف عن الفقيد وقاره، صمته الحكيم، وحرصه على نقل الرواية كما وقعت دون مبالغة أو تزييف، وهو ما جعل شهادته تكتسب وزناً خاصاً في الأدبيات التاريخية والسياسية اليمنية.

ومن المقرر أن تُصلّى صلاة الجنازة على جثمان الفقيد بعد عصر اليوم في جامع العرضي بمدينة تعز، على أن يُوارى الثرى لاحقًا في مقبرة السعيد بعصيفرة، وسط حضور رسمي وشعبي واسع، تكريماً لرجلٍ عاش شاهدًا على التاريخ، ومات حاملاً معه أسرار مرحلةٍ لا تُنسى.