المشهد اليمني

”مدارس إب تحت الحصار الحوثي: تعليمٌ أم ابتزاز؟ – آلاف الأطفال يُطرَدون من الفصول لأنهم لا يملكون ”ثمن النتيجة”!”

السبت 1 نوفمبر 2025 12:16 صـ 11 جمادى أول 1447 هـ
مدارس إب
مدارس إب

مع انطلاقة الفصل الدراسي الاول، تشهد محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تصاعدًا خطيرًا في موجة الاستغلال المالي داخل المدارس الحكومية، التي باتت تُدار كمراكز جباية أكثر من كونها مؤسسات تربوية.

وسط غياب شبه تام للرقابة وانهيار الخدمات الأساسية، تحوّل حق الطفل في التعليم – المكفول دستوريًّا – إلى سلعة يُتاجَر بها، ما يدفع آلاف الأسر الفقيرة إلى سحب أبنائها من المدارس قسرًا.

"رسوم التسجيل، الأقساط الشهرية، وثمن النتيجة!"

كشفت مصادر تربوية محلية أن إدارات المدارس في إب ومناطق أخرى خاضعة للحوثيين فرضت رسومًا مالية باهظة وغير قانونية على الطلاب، تشمل:

  • رسوم تسجيل إلزامية عند بدء العام الدراسي،
  • أقساطًا شهرية تحت مسميات وهمية مثل "الصيانة" أو "الأنشطة"،
  • مبالغ نقدية مقابل استلام نتائج الفصل الدراسي،

في انتهاك صارخ لمبدأ مجانية التعليم المنصوص عليه في الدستور اليمني والقوانين النافذة.

"ابني لم يدخل الفصل… لأنه لا يملك 3000 ريال!"

أكّد أولياء أمور وطلاب أن بعض المدارس رفضت تسليم نتائج الفصل الأول إلا بعد دفع مبالغ مالية، بينما منعت أخرى الطلاب غير القادرين من دخول الفصول الدراسية أصلًا.

يقول أحد الآباء، وهو عامل يومية من ريف إب:

"ندفع عند التسجيل، ثم أقساطًا شهرية، وحتى لاستلام النتيجة نُطالب بالمال! لا نعرف أين تذهب هذه الأموال، لكن المؤكد أن أبناءنا يُحرمون من أبسط حقوقهم لأن جيوبنا فارغة."

أسعار الكتب ترتفع… والرقابة غائبة

إلى جانب الرسوم المباشرة، سجّلت أسعار الكتب المدرسية والمستلزمات ارتفاعًا حادًّا، في ظل غياب أي دعم حكومي أو رقابة على السوق. وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في المحافظة، ما جعل تأمين الحقيبة المدرسية حلماً بعيد المنال لعشرات الآلاف من الأسر التي تكافح لتأمين لقمة العيش.

الحوثيون يحوّلون التعليم إلى "صندوق تمويل طائفي"

أكد تربويون محليون أن مكاتب التربية والتعليم في إب، الخاضعة لسيطرة الجماعة، لا تكتفي بالسكوت عن هذه الممارسات، بل تشارك فيها بشكل مباشر. ولفتوا إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الرسوم يُوجَّه إلى صناديق تابعة للحوثيين، تُموّل من خلالها مشاريعهم الطائفية ونشاطاتهم الدعائية، في حين لا يُنفق درهم واحد على تحسين البنية التحتية للمدارس أو صرف رواتب المعلمين، التي لم تُدفع بشكل منتظم منذ سنوات.

ويصف أحد المعلمين الوضع بمرارة:

"التعليم في زمن الحوثي لم يعد وسيلة للتنوير، بل أداة لنهب المواطنين وغسل أدمغة الأطفال بخطاب الكراهية. المدرسة لم تعد تحمل من رسالتها سوى الاسم!"

تحذيرات من "كارثة تعليمية وشيكة"

ويُحذّر ناشطون حقوقيون وتربويون من أن استمرار هذه السياسات يهدد بانهيار كامل للمنظومة التعليمية في مناطق سيطرة الحوثيين. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن آلاف الطلاب قد تسربوا من المدارس خلال السنوات الثلاث الماضية، بسبب الرسوم التعسفية والانهيار المعيشي الذي تعيشه الأسر.