الحوثيون يصعدون ضد الأمم المتحدة: نهب 4 سيارات — بينها مدرعتان — واعتقالات مستمرة تهدّد العمل الإنساني في اليمن
في تصعيد خطير يُهدّد بنسف ما تبقى من حيّز عمل المنظمات الدولية في مناطق سيطرتهم، نهبت ميليشيا الحوثي الإيرانية أربع سيارات تابعة للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، من بينها سيارتان مدرعتان تابعتان لإدارة الأمم المتحدة للسلامة والأمن (UNDSS)، وفق ما أكّدته مصادر مطلعة.
الصحفي اليمني فارس الحميري كشف في تغريدة على منصة "إكس" أن "الحوثيين صاموا بمصادرة السيارات خلال الأيام الماضية"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق "استمرار القيود التي تفرضها سلطة صنعاء على أنشطة المنظمات الأممية وموظفيها"، ما يعكس تصاعدًا في سياسة التضييق المنهجي على العمل الإنساني والدبلوماسي.
اعتقالات تعسفية منذ يونيو.. والعالم يصمت
ولم يقتصر الأمر على مصادرة الممتلكات، بل سبقه منذ يونيو الماضي حملة اعتقالات واسعة طالت أكثر من 20 موظفًا يعملون مع الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. ومن بين المعتقلين كوادر من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، ومنظمة اليونيسف (UNICEF). وما زال أغلبهم محتجزين دون محاكمة، رغم الدعوات الدولية المتكررة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم.
تحذير أممي: "حياة ملايين اليمنيين على المحك"
وتحذّر الأمم المتحدة من أن استمرار هذه الإجراءات التعسفية لا يُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي فحسب، بل يُعمّق أيضًا الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم، حيث يعتمد أكثر من 21 مليون يمني — أي نحو ثلثي السكان — على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. ويُعقّد نهب المركبات واحتجاز الكوادر قدرة الوكالات الأممية على إيصال الغذاء، والمياه، والرعاية الصحية إلى المناطق الأكثر تضررًا.
ما وراء التصعيد؟
يرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في إطار محاولة الحوثيين فرض واقع جديد على الأرض، واستخدام المنظمات الدولية كورقة ضغط في مفاوضات سياسية أو مالية، أو كوسيلة لابتزاز المجتمع الدولي. كما أن استهداف إدارة السلامة والأمن (UNDSS) — الجهة المسؤولة عن حماية موظفي الأمم المتحدة — يُعدّ رسالة تهديد واضحة لجميع العاملين في المجال الإنساني.
