المشهد اليمني

منازل مسروقة تُصبح ساحة حرب بين قيادات الحوثيين والخلافات تتصاعد”

الأحد 2 نوفمبر 2025 12:09 صـ 12 جمادى أول 1447 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

تصاعدت حدة الخلافات الداخلية داخل مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًّا، بعد أن فجّر القيادي البارز محمود عبدالقادر الجنيد، نائب رئيس ما تسمى "حكومة الإنقاذ" سابقة، أزمة جديدة حول ملكية فيلا الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في العاصمة صنعاء، في تطور يكشف عن صراع محتدم على الممتلكات المنهوبة بين أجنحة الجماعة.

الجنيد، الذي ينتمي إلى أسرة سلالية من محافظة تعز وسبق أن كان مقربًا من زعيم الجماعة، نشر على صفحته في "فيسبوك" منشورًا لاذعًا كشف فيه عن محاولات من قيادات حوثية قادمة من صعدة لإخراجه بالقوة من الفيلا الواقعة في شارع مجاهد بحي حدة، مؤكدًا أن المنزل "ملكه الشخصي"، رغم اعترافه سابقًا باستيلائه عليه.

وفي سخرية لاذعة، سأل الجنيد قيادات الجماعة:

"ألم تكفيكم آلاف الفلل والمنازل التي بحوزتكم من أملاك المرتزقة؟"،
في إشارة إلى حملات النهب المنظّمة التي نفّذتها المليشيا ضد منازل معارضيها تحت ذريعة "العمالة والارتزاق".

وكان الجنيد نفسه قد اعترف في أبريل الماضي باستيلائه على الفيلا، واتهم حينها قياديًا آخر في الجماعة يُدعى ناصر العرجلي (من محافظة عمران) بالتحريض ضده داخل أروقة الجماعة، ما يعكس عمق الانقسامات بين القيادات المحلية والقادمة من معاقل الجماعة في صعدة.

اشتباكات مسلحة وسط العاصمة
وبحسب شهود عيان وسكان محليين، شهد حي مجاهد وشارع كنتاكي في ميدان السبعين اشتباكات متقطعة خلال اليومين الماضيين بين مجموعات مسلحة تابعة لأجنحة حوثية متنافسة، يُعتقد أن الخلاف على ملكية الفيلا كان أحد الأسباب المباشرة لها.
ويصف مراقبون هذه الحوادث بأنها "مؤشر صارخ" على تفكك البنية التنظيمية للجماعة، وتحولها من كيان متماسك إلى ساحة صراع على الغنائم والنفوذ.

صراع الأجنحة: صعدة ضد صنعاء
تأتي هذه الأزمة في سياق أوسع من الصراعات الداخلية التي تعصف بالجماعة منذ سنوات، خصوصًا بين القيادات الوسطى المتمركزة في صنعاء، والتي تسعى لتوسيع نفوذها، وبين "الحرس القديم" القادم من صعدة، الذي يحتكر مفاصل القرار العسكري والسياسي.
وقد تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات مفتوحة للتشهير وتبادل الاتهامات، حيث ينشر كل طرف تسجيلات صوتية ووثائق تدين الطرف الآخر، في محاولة لكسب التأييد داخل الجماعة أو تبرير نهبه للممتلكات.