• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

يواصل تحالف أوبك+ اتباع سياسة إنتاجية مرنة تهدف إلى دعم استقرار أسواق النفط العالمية، مع مراعاة الظروف الاقتصادية الراهنة فقد قرر التحالف رفع إنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل يوميًا بدءًا من شهر ديسمبر المقبل، مع إرجاء تنفيذ أي زيادات أخرى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2026، في خطوة تعكس حرص الدول المنتجة على تحقيق توازن بين مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.

تفاصيل قرار زيادة النفط

جاء القرار بعد اجتماع افتراضي ضم كبار منتجي النفط ضمن التحالف، من بينهم السعودية وروسيا والإمارات والعراق والكويت والجزائر وسلطنة عمان وكازاخستان، حيث ناقش الوزراء التطورات الاقتصادية العالمية والتغيرات في مستويات العرض والطلب، ووفقًا لما تم الاتفاق عليه، فإن الزيادة الجديدة تعد خطوة محدودة ومدروسة تستهدف دعم استقرار السوق دون إحداث ضغط على الأسعار أو المخزونات العالمية، كما قرر التحالف تأجيل تنفيذ الزيادات الإضافية في الإنتاج التي كانت مقررة لشهور يناير وفبراير ومارس من العام القادم، نظرًا للعوامل الموسمية التي قد تؤثر على الطلب في تلك الفترة.

التحالف يواصل النهج التدريجي

• كان تحالف أوبك+ قد أنهى في أغسطس الماضي المرحلة الأخيرة من التخفيضات الطوعية التي تم تطبيقها منذ عام 2023، وشملت ثماني دول رئيسية.
• وقد بلغ حجم تلك التخفيضات نحو 2.2 مليون برميل يوميًا، قبل أن يعيد التحالف جزءًا منها إلى السوق بزيادة قدرها 547 ألف برميل يوميًا.
• ويؤكد هذا التوجه استمرار سياسة التحالف في ضبط مستويات الإنتاج تدريجيًا، بما يحقق الاستقرار المطلوب للأسواق العالمية ويحد من التقلبات السعرية.

أسباب القرار وتوجهات المرحلة المقبلة

• أوضح التحالف أن قرار رفع الإنتاج الأخير يستند إلى تحسن أساسيات السوق العالمية، إلى جانب مؤشرات إيجابية على استقرار الاقتصاد الدولي وانخفاض المخزونات النفطية.
• ويأتي ذلك ضمن خطة شاملة لإعادة ضخ 1.65 مليون برميل يوميًا إلى الأسواق بشكل تدريجي منذ سبتمبر الماضي.
• وأكدت الدول الأعضاء أن التخفيضات الطوعية الحالية، البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا، تظل قابلة للتعديل الكامل أو الجزئي وفقًا لتطورات السوق، ما يتيح مرونة في التعامل مع أي متغيرات اقتصادية أو سياسية تؤثر على أسواق الطاقة.

توقعات الطلب العالمي على النفط

في سياق متصل، رفعت منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2026 إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 100 ألف برميل عن تقديراتها السابقة، بينما أبقت على توقعات عام 2025 عند 1.3 مليون برميل يوميًا للشهر الخامس على التوالي، وتشير هذه الأرقام إلى نظرة تفاؤلية حذرة تجاه تحسن الطلب العالمي، في ظل استمرار التعافي الاقتصادي في بعض المناطق وتراجع المخاوف من تباطؤ النمو.

يؤكد قرار أوبك+ الأخير التزام التحالف بسياسة متوازنة تراعي استقرار السوق العالمي للنفط، مع الاستجابة السريعة للتغيرات الاقتصادية، ويبدو أن التحالف يسعى للحفاظ على الأسعار ضمن نطاق مستقر، مع مراعاة مصالح الدول المنتجة والمستهلكة، مما يجعل قراراته محط أنظار الأسواق العالمية خلال الأشهر المقبلة.