صعدة تشتعل من الداخل.. اندلاع اشتباكات دامية بين الحوثيين ومجندينهم وتمرد على أوامر المشرفين
اندلعت مواجهات عنيفة في مديرية منبه شمال محافظة صعدة بين عناصر من مليشيا الحوثي ومجندين أفارقة، في تطور ميداني لافت يكشف زيف ادعاءات حوثية بتعرض مواقعها لقصف سعودي.
وقالت مصادر محلية إن الاشتباكات وقعت، مساء أمس الإثنين، داخل مخيم للمهاجرين الأفارقة في سوق "القهر"، وهو موقع أنشأته المليشيا عام 2015، عقب تمرد عدد من المجندين على أوامر مشرفين حوثيين تتعلق بتوسيع نشاط تهريب المخدرات عبر الحدود.
وأضافت المصادر أن المليشيا استخدمت أسلحة متوسطة وثقيلة في اقتحام المخيم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات دامية، تخللها نقل عدد من المهاجرين البارزين إلى مدينة صعدة، وسط فرض طوق أمني مشدد على المنطقة.
وفي سياق متصل، حولت الجماعة المدرسة المجاورة للمخيم إلى مقر ميداني، وأصدرت تعليمات بإخلاء الموقع بالكامل، في محاولة لإعادة السيطرة على خطوط التهريب التي شهدت اضطرابات داخلية.
وكانت مليشيا الحوثي قد زعمت خلال اليومين الماضيين أن الجيش السعودي شن هجمات بطائرات مسيرة وقذائف مدفعية على مواقعها في صعدة، قبل أن يتضح أن ما حدث هو مواجهات داخلية بين عناصرها ومجندين أفارقة جندتهم سابقًا للقتال والتهريب.
تكشف هذه الأحداث عن مزيد من التصدع الداخلي في بنية المليشيا الحوثية، التي باتت تعتمد على عناصر غير يمنية في تنفيذ أنشطتها القتالية والتهريبية، كما تكشف عن هشاشة العلاقة بين الجماعة ومجنديها، ويعكس أزمة ثقة متفاقمة داخل صفوفها.
ويرى مراقبون أن محاولة الحوثيين التغطية على هذه المواجهات باتهامات موجهة للسعودية، تؤكد استمرار الجماعة في استخدام الخطاب الدعائي لتضليل الرأي العام والتغطية على إخفاقاتها الأمنية والتنظيمية.
