مليشيات الحوثي تُجبر يمنيين على مغادرة قرية حدودية في صعدة لصالح مهاجرين أفارقة
في خطوة أثارت غضب السكان المحليين وتساؤلات واسعة حول طبيعة الأنشطة الحوثية في المناطق الحدودية، قامت مليشيات الحوثي المسلحة بطرد عدد من المواطنين اليمنيين من قرية تقع في مديرية منبه بمحافظة صعدة، بعد حملة عسكرية شملت حرق ممتلكاتهم وتدمير مصادر رزقهم.
وبحسب مصادر إعلامية محلية في صعدة، فإن الحملة نُفّذت تحت إشراف المشرف الحوثي "مشتاق السرايا"، واستهدفت يمنيين كانوا يعملون في منطقة "المجمع"، الواقعة وسط سلسلة جبال منبه والقريبة من الحدود السعودية. ويعتبر هذا الموقع من أبرز الممرات التي تُستخدم في أنشطة التهريب بين اليمن والمملكة العربية السعودية.
وأشارت المصادر إلى أن المواطنين المُطرَدين كانوا يعتمدون على تشغيل مطعم وكافتيريا يقدمان وجبات سريعة للمهربين والمهاجرين الأفارقة المنتشرين في المنطقة، كوسيلة بسيطة لكسب لقمة العيش في ظل غياب فرص العمل وتفاقم الأزمة الاقتصادية.
اشتباكات محلية تُستخدم ذريعة للتدخل الحوثي
وأفادت المصادر أن خلافات متكررة اندلعت في الأسابيع الماضية بين المواطنين اليمنيين والمهاجرين الأفارقة، تطوّرت إلى مواجهات محدودة. وبدلاً من اتخاذ دور الحياد أو الوساطة، استغلت مليشيات الحوثي الحادثة لتتدخل عسكرياً، ليس بهدف فض النزاع فحسب، بل لإعادة ترتيب المشهد لصالحها.
ففي مشهد صادم، اقتحمت قوات حوثية المنطقة، وأقدمت على حرق خيام المطعم والكافتيريا، وتدمير جميع المعدات والأدوات المستخدمة في العمل، وإجبار أصحابها على مغادرة المكان فوراً دون أي تعويض أو تفسير.
حماية حوثية حصرية للأفارقة... لماذا؟
ما أثار الدهشة، بحسب المصادر، هو أن مليشيات الحوثي خصّصت حمايتها الكاملة للمهاجرين الأفارقة، الذين يُعتقد أنهم يعملون في أنشطة التهريب والخدمات اللوجستية لصالح الجماعة نفسها. وتشير تقارير غير رسمية إلى أن بعض هؤلاء المهاجرين يشارك في نقل بضائع ومؤن عبر الحدود، أو يعملون كعمالة مساعدة في معسكرات ومراكز تابعة للحوثيين.
ويُفهم من هذا التمييز أن الجماعة تسعى إلى إفراغ مناطق حدودية من السكان الأصليين واستبدالهم بعناصر "قابلة للتحكم" يمكنها توظيفها في أنشطتها غير القانونية، بعيداً عن رقابة المجتمعات المحلية.
سكان محرومون... واقتصاد مدمّر
يُذكّر أن محافظة صعدة، المعقل التاريخي للحوثيين، تشهد منذ سنوات تدهوراً حاداً في الأوضاع الأمنية والاقتصادية، في ظل غياب الدولة وتفشي أنشطة التهريب، ما جعل كثيراً من العائلات تعتمد على فرص عمل هامشية في هذه المناطق الحدودية — وهي الآن تُجرّد منهم دون رحمة.
ويتساءل مراقبون: هل تُحوّل مليشيات الحوثي الحدود اليمنية إلى مناطق نفوذ خاصة خارج سيطرة الدولة؟
والأهم: من سيدافع عن حقوق هؤلاء اليمنيين المُشردين من أراضيهم؟
