”دخلت المستشفى بحُمّى... وخرجت جثة! هل أصبح الخطأ الطبي روتين في مستشفيات اليمن؟”
في حادثة أثارت غضبًا واسعًا في أوساط الرأي العام، كشف الصحفي عبدالستار بجاش عن تفاصيل مأساوية لوفاة ابنته الطفلة "وئام" (10 سنوات)، التي لفظت أنفاسها الأخيرة يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، بعد رحلة علاجية قصيرة تحولت إلى كابوسٍ طبي مأساوي داخل أحد مستشفيات العاصمة.
وقال بجاش، بصوتٍ يختلط فيه الحزن بالغضب، في تصريحات مُوجعة:
"أسبوع من الفقد... الساعة الثامنة والنصف من صباح الثلاثاء الماضي، انطفأت روح وئام. كانت لحظاتٌ لا تشبه شيئًا في هذه الحياة. رأيتُ ابنتي تودّع الدنيا بهدوء، وكأنها كانت تخشى أن تؤلمني حتى في رحيلها. يا الله، كم كان الوداع قاسيًا! كم انطفأت روحي معها!"
وأضاف الصحفي المكلوم أن حياته منذ ذلك اليوم أصبحت "باهتة، صامتة، تمر دون أن تُرى"، مؤكدًا أن ابنته لم تكن مجرد طفلة، بل كانت "نبضه، وطمأنينته، وابتسامته في وجه الأيام".
من "لوزتين" إلى التنفس الصناعي... رحلة موت مُعلَن؟
بدأت القصة حين اشتكَت وئام من آلام في الحلق، وتم تشخيص حالتها على أنها التهاب لوزتين — مرضٌ شائع يُعالج عادةً بالراحة وبعض المضادات الحيوية. لكن ما حدث بعد دخولها مستشفى الروضة كان مغايرًا تمامًا.
فبدلًا من التحسن، ساءت حالتها يومًا بعد يوم، لتتفاقم الأعراض حتى وصلت إلى فقدان وظائف الكلى، ثم تعرضت لـ جلطتين دماغيتين متتاليتين، قبل أن يُوضع جسدها الصغير على جهاز التنفس الصناعي، لتُعلن وفاتها بعد أيام قليلة.
إهمال طبي متسلسل... من الطوارئ إلى أقسام التخصص
ووجه بجاش اتهامات صريحة إلى سلسلة من الأطباء، بدءًا من طبيب الطوارئ، مرورًا بأخصائيي الكلى والمسالك البولية، ووصولًا إلى طبيب الأعصاب، قائلاً:
"رحلت وئام ضحية إهمال طبي بدأ من طبيب طوارئ، وامتد مع كل طبيب... كلي، مسالك بولية، وطبيب مخ. رفضوا جميعًا أن يروا وجعها. رفضوا أن يمدّوا يدهم لطفلة كانت تستغيث بعينيها!"
القصة لا تقتصر على فقدان طفلة بريئة، بل تطرح تساؤلات جوهرية حول مستوى الرعاية الطبية المقدمة في بعض المستشفيات، وغياب آليات المساءلة، وعدم اتخاذ الإجراءات السريعة في حالات الطوارئ التي قد تبدو بسيطة في الظاهر لكنها تحمل في طيّاتها مخاطر قاتلة.
