”معلمٌ يُختَطَف من على منبر مسجده في إب.. وحملة اختطافات حوثية تُصمت أصوات المثقفين والمهنيين”
في تصعيدٍ جديد يُنذر بتصاعد حملات القمع في مناطق سيطرتها، أقدمت مليشيا الحوثي، خلال الساعات القليلة الماضية، على اختطاف المُعلّم خالد عبدالله عبدالواحد القادري من مديرية جبلة جنوب غرب مدينة إب، وسط اليمن، في خطوة تأتي ضمن حملة اختطافات واسعة النطاق تطال المدنيين من مختلف التخصصات.
وأفادت مصادر محلية مطّلعة بأن القادري، الذي يشغل منصب وكيل مجمع عمر بن الخطاب التعليمي في منطقة وراف بمديرية جبلة، جرى انتزاعه من قريته وهو يؤدي واجبه الديني كإمام وخطيب لمسجد القرية، ما يُضفي على الحادثة طابعًا صادمًا يمزج بين الاعتداء على الحريات الشخصية وتدنيس الفضاء الديني.
ولم تُفصح المليشيا حتى اللحظة عن أسباب أو دوافع الاختطاف، لكن معلومات أولية تشير إلى نقله إلى سجن "الأمن السياسي" (المخابرات الحوثية سابقًا) في مدينة إب، وهو أحد أبرز مراكز الاحتجاز غير القانوني التي تُستخدم لعزل المعتقلين عن العالم الخارجي ومنع ذويهم من معرفة مصيرهم.
ويأتي هذا الحادث في سياق تصاعد مقلق لحملات الاعتقال التعسفي التي طالت خلال الأشهر الماضية العشرات من الكوادر الوطنية في محافظة إب، من بينهم معلمون، وأطباء، ومحامون، ومهندسون، في محاولة واضحة لإسكات الأصوات المستقلة وتقويض البنية المجتمعية والمهنية في المحافظة.
وبحسب تقارير حقوقية محلية، لا يزال أكثر من 100 مختطف محتجزًا لدى المليشيا منذ أكثر من أربعة أشهر، دون أي معلومات رسمية عن أوضاعهم الصحية أو القانونية، ودون السماح لأسرهم بزيارتهم أو حتى التأكد من سلامتهم، ما يثير مخاوف جدية حول احتمال تعرضهم للتعذيب أو الاحتجاز الانفرادي، أو أسوأ من ذلك.
ويُنظر إلى هذه الحملة على أنها جزء من سياسة منهجية تنتهجها المليشيا الحوثية لبسط السيطرة عبر الترهيب، وتفكيك مراكز القوة المجتمعية المدنية، خاصة في المناطق التي تشهد مقاومة صامتة لسياستها القمعية
