ممداني الذي قال لا لإسرائيل
فاز ممداني الذي قال لا لإسرائيل حين كانت الإجابة الصحيحة نعم. فاز الشاب اليساري، المهاجر، الملون، المسلم، ابن الطبقة المتوسطة الأكاديمية حين كانت الديموقراطية الأميركية قد وقعت، كليّاً، في قبضة المال والتوراة.
فاز الشاب الذي "يأكل بيديه، اسمه مام سمثينغ، لديه سيرة ذاتية لا تغطي منديا فاين" حين كان الفوز مرهوناً برضا شبكات الضغط المعقدة والشرسة.
فاز محمداني/ ممداني تحت سحاب عنيف وغير أخلاقي من قبل الصحافة الليبرالية التي وضعته على النشان ولم توفر شيئاً، حتى ورقة في ملف جامعي قديم وصع فيها علامة إكس على أصله الأفريقي. نفس الصحف اعتذرت عن الإشارة إلى ملف جي دي فانس، تائب ترامب،وقد وصلها من قبل هكر إيراني. في حالة ممداني نشرت المعلومات وغطيت بعملية كتابية هجومية، وفي حالة ممداني نشرت تلك الوسائط تعليقات تقول إن سرقة ملفات الناس من الجامعات وإرسالها إلى الصحف عمل لا يمت للأخلاقية الأميركية بأي صلة.
في الأخير فاز ممداني الذي قال إنه سيعتقل نتنياهو. فاز ضمن انبعاث جديد وعال لليسار في العالم الغربي.
قبل أشهر قالت لنا هيلين (ابنتي، آنذاك ١١ عاماً): صوتوا لليسار عشان خاطري. لم نكن نعرف أن الطفلة باتت تنشغل بهذه الأمور. نحن نصوت لأقصى اليسار منذ فترة، ولم نكن نحدثها حول خيارنا السياسي. سألتها: ماذا تعرفين عن اليسار؟ اكتشفنا أن الشابة هايدي، النسخة الألمانية من ممداني، قد أوصلت الحزب عبر السوسال ميديا إلى فتيات المدارس، منهية عهد أفندية اليسار في قلعتهم العالي. صحيح أن اليسار الألماني يحل خامساً، ولكن هايدي تحل أولاً كخيار مفضل لقيادة ألمانيا في استطلاعات الرأي.
فاز ممداني، ومن الممكن أن يعيد فوزه الاعتبار للديموقراطية والأخلاق، بعد حقبة أنجزت فيها الديموقراطية أسوأ أعمالها، وقدمت القتلة واللصوص والتوراتيين كفائزين وقادة.
