أخصائية علاج طبيعي: الحركة هي العلاج الحقيقي للمفاصل وليس الأدوية أو الجراحة
أكدت كلوداغ تومي، أستاذة العلاج الطبيعي في كلية الصحة المساعدة بجامعة ليمريك، أن التمارين الرياضية تمثل الوسيلة الأكثر فعالية لعلاج مشاكل المفاصل، مشيرة إلى أن الحل لا يكمن في الأدوية أو التدخلات الجراحية، بل في النشاط البدني المنتظم. جاء ذلك في تصريحات نُشرت عبر موقع "Science Alert"، حيث شددت على أهمية الحركة في تحسين صحة المفاصل ومعالجة الأسباب الفسيولوجية المرتبطة بها.
التمارين الرياضية ودورها في دعم المفاصل
وأوضحت تومي أن ممارسة التمارين الرياضية تساهم في تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، وتحسين مرونة الأنسجة، إلى جانب دورها في تقليل الالتهابات والتغيرات الأيضية والهرمونية التي تؤدي إلى تفاقم أمراض المفاصل. كما تساعد الحركة المنتظمة على تعزيز التروية غير المباشرة للغضاريف، مما يحافظ على وظيفتها الوقائية.
الغضروف: بنية صلبة تعتمد على الحركة
وبيّنت تومي أن الغضروف المفصلي، وهو النسيج الذي يغطي نهايات العظام داخل المفاصل، يُعد طبقة صلبة لا تحتوي على أوعية دموية خاصة بها، ما يجعلها تعتمد بشكل أساسي على الحركة لتغذيتها. فعند تحريك المفصل، يتم ضغط الغضروف وتحريره، مما يسمح بتبادل السوائل والمواد الغذائية من السائل الزلالي المحيط، وهو ما يُعد ضروريًا للحفاظ على صحة الغضروف واستمرارية وظيفته.
من الناحية الطبية، يُعرف الغضروف بأنه نسيج ضام مرن يتكون من خلايا غضروفية محاطة بمصفوفة من الكولاجين والبروتيوغليكان، ويعمل كوسادة تقلل الاحتكاك بين العظام. ونظرًا لافتقاره إلى الأوعية الدموية، فإن عملية إصلاحه تكون بطيئة، ما يجعل الوقاية عبر الحركة والتمارين المنتظمة أمرًا بالغ الأهمية.
وتشير الدراسات إلى أن التمارين منخفضة التأثير مثل المشي، السباحة، وركوب الدراجة، تُعد من أفضل الأنشطة التي تحافظ على صحة المفاصل دون التسبب في إجهادها، كما أن تمارين المقاومة الخفيفة تساعد في تقوية العضلات الداعمة للمفصل، مما يقلل من الضغط عليه ويحد من تطور الالتهاب.
