يمني آخر في قيادة هامترامك: آدم الحربي يفوز بعمدة المدينة الأمريكية في سباق تاريخي
في تطور لافت يرسّخ مكانة الجالية اليمنية الأمريكية على الخريطة السياسية، فاز المهندس آدم الحربي بمنصب عمدة مدينة هامترامك بولاية ميشيغن، ليصبح ثاني أمريكي من أصول يمنية يتولى هذا المنصب الهام في تاريخ المدينة.
ويأتي فوز الحربي خلفًا مباشرًا للعمدة السابق الدكتور عامر غالب، الذي كان رائدًا في هذا المجال عندما تولى المنصب عام 2021، في رسالة واضحة بأن هذا التمثيل لم يكن حالة عابرة بل أصبح جزءًا من نسيج المدينة السياسي.
وجاء هذا النجاح بعد منافسة شرسة ومثيرة للغاية، كشفت عن تقارب حاد في الخيارات الانتخابية وارتفاع وتيرة المشاركة الشعبية.
تفاصيل السباق الانتخابي المتقارب:
وكشفت النتائج غير الرسمية الصادرة عن مكتب كاتب المدينة عن مشهد درامي لم تشهده هامترامك من قبل. فقد حصل المهندس آدم الحربي على 44.5٪ من إجمالي الأصوات، بما يعادل 2,009 صوتًا، بينما حصل منافسه البنغلاديشي الأصل موهيث محمود على 44.3٪ من الأصوات، بما يعادل 1,998 صوتًا.
وهو ما يعني فوز الحربي بهامش ضئيل بلغ 11 صوتًا فقط، في سباق وُصف بأنه أحد أكثر المنافسات المحلية سخونة في الولاية هذا العام، مما يعكس انقسامًا سياسيًا دقيقًا داخل قلب المدينة المتنوعة.
عوامل حسمت السباق: كان السباق قد بدأ بشكل مختلف تمامًا في الانتخابات التمهيدية التي أجريت في أغسطس الماضي، حيث تصدّر الحربي المشهد بنسبة 54٪ من الأصوات، مما أعطاه انطلاقة قوية.
غير أن دخول المرشحة لين بليزي كمرشحة بالكتابة (Write-in) في الانتخابات النهائية، وحصولها على نسبة مؤثرة بلغت 11.1٪ من الأصوات، قلّص من الفارق بين الحربي ومنافسه محمود، وجعل السباق متقاربًا وغير محسوم حتى اللحظات الأخيرة من فرز الأصوات.
استمرارية لنجاح سياسي ممهد:
ويُعد فوز الحربي أكثر من مجرد انتصار شخصي؛ فهو يمثل استمرارية لتنامي الحضور السياسي اليمني الأمريكي في هامترامك وخارجها.
حيث مهد العمدة السابق الدكتور عامر غالب الطريق لهذا النجاح من خلال ولايته التي تركت أثرًا إيجابيًا واسعًا، وأثبتت قدرة الجالية على الإدارة الفعالة وتحقيق التمثيل السياسي الناجح.
وقد ساهمت سياسات غالب ونجاحاته في بناء ثقة الناخبين، مما فتح الباب أمام مرشحين من أصول يمنية للمنافسة على أعلى المناصب في المدينة.
صعود يمني أمريكي على الساحة الوطنية:
ولا يقتصر هذا الصعود السياسي اللافت على هامترامك وحدها. ففي سياق متصل، حقق زهران ممداني فوزًا بارزًا في انتخابات مجلس مدينة نيويورك، ليجسد نموذجًا آخر للنجاح اليمني الأمريكي في أكبر مدن البلاد.
وقد لفت ممداني الأنظار بخطابه المؤثر عقب فوزه، الذي أشاد فيه بدور أصحاب المتاجر اليمنيين وسكان الأحياء المهاجرين، واصفًا إياهم بأنهم "الروح الحقيقية للمدينة"، مؤكدًا أن فوزه هو انتصار لكل المهاجرين والطبقة العاملة التي تساهم في بناء أمريكا يوميًا.
تحديات تواجه النجاح السياسي:
ويأتي هذا الحضور السياسي المتصاعد في وقت تواجه فيه الجالية اليمنية تحديات معقدة. فقد شهدت مدن أمريكية عديدة، وعلى رأسها نيويورك، تصاعدًا مقلقًا في حوادث السطو المسلح على المتاجر الصغيرة التي يديرها أفراد من الجالية اليمنية.
وهذا الوضع أطلق دعوات متكررة من قبل نشطاء وقادة مجتمعيين لتوفير حماية أفضل لهذه المؤسسات التجارية وتقديم الدعم القانوني اللازم لأصحابها، مما يضع العمداء والمنتخبين الجدد أمام اختبار حقيقي في ترجمة نجاحهم الانتخابي إلى إجراءات ملموسة تدافع عن جالياتهم وتواجه تحدياتها الأمنية والاجتماعية.
وهكذا، يتربع فوز آدم الحربي على قمة إنجازين متوازيين: الأول هو تمكين الجالية اليمنية وتعزيز صوتها السياسي في قلب الديمقراطية الأمريكية، والثاني هو الأمل في أن يترجم هذا النجاح السياسي إلى خطوات عملية تواجه التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها الجالية على أرض الواقع، ليصبح التمثيل السياسي جسرًا للخدمة والحماية.
