نهاية حقبة سياسية.. نانسي بيلوسي تعلن تقاعدها بعد مسيرة تاريخية في الكونجرس الأمريكي
في مشهد مؤثر يختتم مرحلة من أبرز مراحل السياسة الأمريكية الحديثة، أعلنت نانسي بيلوسي، الشخصية النسائية الأبرز في تاريخ الكونغرس، عن تقاعدها من العمل السياسي بعد رحلة تجاوزت الأربعين عامًا داخل أروقة المجلس وجاء قرارها ليضع نهاية لحقبة قادتها خلالها بصلابة، وأسهمت في تشكيل ملامح السياسة الأمريكية عبر العديد من القوانين والمواقف المفصلية.
بدايات المسيرة وصعودها للقيادة
بدأت نانسي بيلوسي رحلتها السياسية من ولاية كاليفورنيا، حيث لفتت الأنظار بقدرتها على التنظيم والقيادة، انتُخبت عضوة في مجلس النواب عام 1987، لتبدأ منذ ذلك الحين مسيرة حافلة بالإنجازات. استطاعت بيلوسي بذكائها السياسي وإصرارها أن تتدرج في المناصب حتى أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة مجلس النواب الأمريكي، وهو إنجاز غيّر النظرة إلى دور المرأة في القيادة السياسية.
إنجازات ومحطات مؤثرة
على مدار سنوات خدمتها، كانت بيلوسي محورًا للقرارات التشريعية الكبرى، حيث لعبت دورًا أساسيًا في تمرير إصلاحات الرعاية الصحية والبرامج الاجتماعية، كما وقفت في الصفوف الأولى خلال الأزمات السياسية، سواء في مواجهة الأزمات الاقتصادية أو أثناء فترات الانقسام الحاد بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولم تكتفِ بيلوسي بإدارة المجلس، بل كانت رمزًا للصمود السياسي في وجه الانتقادات والضغوط، محافظة على مكانتها كإحدى أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ الكونغرس.
إعلان التقاعد وتداعياته السياسية
إعلان بيلوسي عن تقاعدها لم يكن مجرد قرار شخصي، بل خطوة تحمل دلالات عميقة على مستوى المشهد السياسي الأمريكي فرحيلها يعني انتقال القيادة إلى جيل جديد داخل الحزب الديمقراطي، ما قد يفتح الباب أمام تغيرات في التوجهات والسياسات داخل الكونغرس خلال السنوات القادمة، ومع مغادرتها الساحة، يفقد المجلس واحدة من أبرز القيادات التي عرفها خلال العقود الماضية.
إرث سياسي خالد
تترك نانسي بيلوسي وراءها إرثًا سياسيًا سيظل حاضرًا في ذاكرة التاريخ الأمريكي، فقد كانت نموذجًا للمرأة القوية القادرة على كسر الحواجز والوصول إلى أعلى المراتب في عالم تهيمن عليه المنافسة الشرسة، إن تجربتها تمثل درسًا في القيادة والإصرار والقدرة على إدارة الأزمات بروح المسؤولية.
برحيل نانسي بيلوسي عن مقاعد الكونغرس، تطوى صفحة من صفحات التاريخ السياسي الأمريكي الحديث لكنها تترك وراءها إرثًا سيظل مصدر إلهام للأجيال القادمة، وذكرى لقائدة استطاعت أن تغيّر موازين القوة داخل المؤسسة التشريعية الأقوى في العالم. لقد كانت نهايتها السياسية بداية لعهد جديد في واشنطن.
