المشهد اليمني

ألمانيا تدين بشدة اقتحام الحوثي لمقرات الأمم المتحدة بصنعاء وتصفه بـ ”التصرف غير المقبول”

الجمعة 7 نوفمبر 2025 03:47 صـ 17 جمادى أول 1447 هـ
المانيا
المانيا

في موقف دبلوماسي صارم، أدانت ألمانيا بقوة اقتحام ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران مقرات تابعة للأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، واحتجاز عدد من موظفيها، واصفةً هذا الفعل بأنه "تصرف غير مقبول" واعتداء صارخ على العمل الإنساني والدبلوماسي الدولي.

جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير الألماني لدى اليمن، مايكل ريتزلاو، خلال احتفال أقامته سفارة بلاده بمناسبة اليوم الوطني الألماني في الرياض، حضرها عدد من الدبلوماسيين والمسؤولين السعوديين واليمنيين.

وقال ريتزلاو في كلمته التي نالت اهتماماً واسعاً: "ندين بشدة أعمال الاقتحام والاحتجاز التي قامت بها ميليشيا الحوثي ضد منشآت وموظفي الأمم المتحدة"، مؤكداً أن "هذه الأعمال غير مقبولة على الإطلاق وتقوض دور المنظمة الدولي الذي يهدف إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني".

وأضاف السفير الألماني أن بلاده "تؤكد وقوفها إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية، ودعمها الكامل لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لاستعادة السلام والوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة".

سياق إنساني وتحذير من ضياع جيل

ولم يقتصر تأكيد السفير الألماني على الإدانة السياسية، بل امتد لوصف عمق المعاناة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني بعد عقد من الصراع.

وقال بلهجة بالغة الحساسية: "الشعب اليمني يمرّ بمرحلة صعبة للغاية من تاريخه، إذ أعادت عشر سنوات من الصراع والعنف البلاد عقوداً إلى الوراء، بينما نشأ جيل كامل من اليمنيين دون أن يعرف بلاده موحّدة وفي سلام".

وأوضح ريتزلاو أن هذه الحقيقة المأساوية تفرض على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والعمل بجدية لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أن استمرار العنف يعني المزيد من التدمير للبنية التحتية والمستقبل.

التزام ألماني متواصل

وعلى الرغم من التحديات، أكد السفير الألماني التزام بلاده الراسخ بمواصلة دعم اليمن عبر محاور ثلاثة رئيسية: "المساعدات الإنسانية العاجلة للمنكوبين، والتعاون التنموي لدعم المشاريع الخدماتية والاقتصادية، والوساطة السياسية لدفع عملية السلام قدماً".

وختم قائلاً: "هدفنا هو أن يتيح لليمنيين تقرير مستقبلهم بحرية والعيش في سلام وازدهار في بلادهم الموحدة".

ويأتي هذا الموقف الألماني الصارم في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من تصرفات الحوثيين التي تقوض جهود الوساطة وتعيق وصول المساعدات للملايين من المحتاجين، مما يضع عراقيل جديدة أمام مسار السلام الهش الذي تقوده الأمم المتحدة.

وتشير تصريحات السفير إلى تمسك الاتحاد الأوروبي وألمانيا بشكل خاص بحل سياسي للأزمة، ورفضهم القاطع لأي أعمال من شأنها استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.