لقاء تاريخي.. الرئيس الشرع ”أبو محمد الجولاني” يلتقي ترامب في البيت الأبيض
يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الاثنين، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في اجتماع وصفته وكالة الصحافة الفرنسية بأنه "تاريخي"، ويأتي بعد أيام من إزالة اسم الشرع من قوائم الإرهاب الأميركية، في خطوة تعكس تحولًا سياسيًا بارزًا في المشهد السوري.
زيارة الشرع إلى واشنطن، التي بدأت أمس الأول السبت، تُعد الأولى لرئيس سوري منذ استقلال البلاد عام 1946، وتأتي بعد عملية عسكرية خاطفة قادها الشرع وفصائل أخرى أطاحت بالرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لتنهي نزاعًا دام أكثر من 14 عامًا.
وتسعى سوريا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، إلى تأمين دعم دولي لإعادة الإعمار، حيث قدّر البنك الدولي تكلفة العملية بأكثر من 216 مليار دولار. وفي هذا السياق، أجرى الشرع محادثات مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، تناولت فرص المساعدة الاقتصادية، كما التقى ممثلين عن منظمات سورية في واشنطن.
اللقاء المرتقب بين الشرع وترامب يأتي بعد لقاء أول جمعهما في مايو/أيار الماضي خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الملف الأمني سيكون في صدارة جدول الأعمال، وسط تقارير عن وساطة أميركية بين سوريا وإسرائيل بشأن اتفاق أمني محتمل، بالإضافة إلى توقعات بانضمام سوريا رسميًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، قد أعلن في وقت سابق أن الشرع قد يوقّع اتفاقًا بهذا الشأن خلال زيارته الحالية. ويُذكر أن التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، ألحق هزيمة عسكرية بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا عام 2019، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تخوض حاليًا مفاوضات للاندماج مع الجيش السوري.
تقارير صحفية تحدثت أيضًا عن خطط لإنشاء قاعدة أميركية قرب دمشق لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات الإقليمية، إلا أن مصدرًا في وزارة الخارجية السورية نفى ما نشرته وكالة "رويترز" حول استعداد واشنطن لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بالعاصمة.
وتأمل الحكومة السورية في أن تسفر هذه الزيارة عن رفع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على البلاد خلال فترة حكم الأسد، في وقت يتوقع فيه مراقبون أن تطرح واشنطن شروطًا تشمل انضمام دمشق إلى ما يسمى باتفاقيات "أبراهام"، وإنهاء النفوذ الإيراني والروسي في سوريا.
وفي تعليق على الزيارة، اعتبر مايكل حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، أن لقاء الشرع بترامب يحمل "رمزية كبيرة"، ويعكس انتقال الشرع الذي كان يُعرف بـ"أبو محمد الجولاني" من موقع الزعيم المتشدد إلى موقع رجل الدولة على الساحة الدولية.
