المشهد اليمني

إيران تدير شبكة الإرهاب الإقليمي عبر ذراعها الحوثية

الإثنين 10 نوفمبر 2025 10:23 مـ 20 جمادى أول 1447 هـ
ايران
ايران

تحولت الميليشيا الحوثية إلى ذراع إيرانية فاعلة تُستخدم كأداة لتوسيع رقعة النفوذ الإيراني في المنطقة بعد أن أصبحت الجماعة جزءًا من شبكة إقليمية متشابكة تضم تنظيمات إرهابية كتنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية، إضافة إلى استمرار التنسيق العسكري واللوجستي مع حزب الله اللبناني وحركة حماس، ضمن ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي تديره طهران.
لقد أتقنت إيران استخدام الميليشيا الحوثية كواجهة لتغذية الإرهاب وإدارة الفوضى عبر الحدود بعد أن عملت على تحويل اليمن إلى ساحة حرب داخلية ومحطة مركزية لتهريب السلاح وتدريب المقاتلين وتبادل الخبرات في صناعة الصواريخ والطائرات المسيّرة، ومن خلال السيطرة على موانئ ومناطق استراتيجية في البحر الأحمر، وفّرت الميليشيا لطهران موطئ قدم يهدد أمن الملاحة الدولية ويمنحها ورقة ضغط جديدة في وجه العالم.
إن التمدد الخطير للتحالف الحوثي مع التنظيمات الإرهابية في القرن الأفريقي مكّن حركة الشباب في الصومال من تأمين ممر لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن، هذه الشبكات العابرة للحدود تؤكد أن إيران تستخدم الحوثيين لتدوير الإرهاب ولتوسيع جغرافيا الصراع بما يخدم مشروعها التخريبي.
يكمن خطر هذا الدور في منح إيران القدرة على لعب الأدوار المزدوجة، فبينما تتظاهر بالمظلومية السياسية أمام المجتمع الدولي، تدير من خلف الستار شبكة إرهابية تتقاطع فيها المصالح بين الحوثيين والقاعدة وحزب الله وحماس، والنتيجة هي مزيد من الفوضى في اليمن ومزيد من التهديد للأمن العربي والدولي.
لقد آن الأوان لأن يدرك المجتمع الدولي أن ميليشيا الحوثي ليست طرفًا محليًا يمكن التفاهم معه، بل هي واجهة لإيران في إدارة الإرهاب الإقليمي، وتركها دون مواجهة حاسمة يعني تمكين طهران من تحويل البحر الأحمر إلى ساحة حروب، وجرّ المنطقة إلى دوامة صراع لا ينتهي.