تسريب محادثات جديدة في قضية مارادونا يشعل الجدل ويضع القضاة تحت المجهر
كشفت تقارير أرجنتينية عن تسريب محادثات قضية مارادونا بين عدد من القضاة الذين يتولون التحقيق في وفاة أسطورة كرة القدم الراحل دييغو مارادونا، ما أثار عاصفة من الجدل داخل الأوساط القانونية والإعلامية.
وتشير الأدلة المسربة إلى وجود نقاشات داخلية غير رسمية حول السماح بتصوير الجلسة الأولى للمحاكمة في مخالفة واضحة للإجراءات القانونية، مما قد يضع المحكمة في موقف حرج ويثير تساؤلات حول حيادها.
صحيفة "كلارين" تكشف تفاصيل التسريب
أفادت صحيفة كلارين الأرجنتينية أن تسريب محادثات قضية مارادونا أظهر تواصلًا بين القاضية جولييتا ماكينتاك وزملائها ماكسيم سافارينو وفيرونيكا دي توماسو.
وجاء في إحدى الرسائل المسربة أن دي توماسو سألت عن الكاميرا التي سُمح لها بالدخول إلى قاعة المحكمة أثناء الجلسة الافتتاحية، وهو ما أثار الشكوك حول كيفية الموافقة على هذا التصوير دون إذن رسمي من الجهات القضائية المختصة.
ردود متبادلة تكشف توترًا بين القضاة
وفي سياق المحادثات، ردت القاضية ماكينتاك بأنها غير متاحة للنقاش في ذلك اليوم، لكنها أكدت استعدادها للحديث مع الزملاء لاحقًا لتفادي أي مشاكل تتعلق بالتصوير.
أما القاضي سافارينو فاعتبر أن الجلسة كانت تسير بشكل طبيعي، لكنه أقرّ ضمنيًا بوجود تواصل مسبق بشأن عملية التسجيل، وهو ما دفع وسائل الإعلام إلى التساؤل عما إذا كان القضاة على علم مسبق بالتصوير غير المصرح به.
اتهامات بتواطؤ ومطالب بالتحقيق
أدى تسريب محادثات قضية مارادونا إلى تصاعد الاتهامات بالتواطؤ بين بعض القضاة، خصوصًا بعد أن حاول فريق الدفاع عن ماكينتاك استخدام الرسائل كدليل في المحاكمة السياسية التي تواجهها القاضية.
ورغم رفض اللجنة المختصة مراجعة هاتفها المحمول، فقد استمر الجدل بعد أن صرّح سافارينو بأن لديه "الكثير ليقوله" حول الموضوع، مشيرًا إلى أن التحقيقات لم تُمنح الشفافية الكاملة حتى الآن.
انقطاع كهرباء وتسريب مياه يعطل الجلسة
شهدت الجلسة الأخيرة للمحاكمة أحداثًا غير متوقعة، إذ تسبب انقطاع الكهرباء وتسرب المياه في تأجيل شهادة أحد القضاة.
وأشارت الصحافة الأرجنتينية إلى أن تلك الوقائع زادت من تعقيد المشهد القضائي، خاصة بعد أن أكد القضاة المتهمون بأنهم تعرضوا لتصوير خفي دون علمهم أثناء مشاركتهم في وثائقي بعنوان "العدالة الإلهية".
القضاة يدافعون عن نزاهتهم
وفي تصريحات لاحقة، شدد القاضي سافارينو على أنه لم يكن له أي علاقة بالتصوير أو الوثائقي، بينما أكدت القاضية دي توماسو أنها تعرضت لحملة تشويه منظمة، موضحة أنها تعمل بنزاهة كاملة وتحرص على سمعتها المهنية.
وقالت دي توماسو: "أنا لست ابنة أي مسؤول ولا أملك نفوذًا سياسيًا، كل ما أريده هو أن تُظهر العدالة الحقيقة".
تطورات مرتقبة في القضية
من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة جلسات جديدة لمراجعة الأدلة الرقمية المتعلقة بـ تسريب محادثات قضية مارادونا، وسط دعوات من منظمات حقوقية بضرورة ضمان الشفافية الكاملة.
ويؤكد مراقبون أن ما حدث يمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى استقلال القضاء الأرجنتيني، خاصة في قضية تحظى باهتمام دولي واسع نظرًا لشعبية مارادونا التاريخية وتأثيره العالمي.
