برغم الحرب.. لا يزال طبق ”الجعالة” سيــّـد العيد (تقرير + صور)

تشهد محلات بيع المكسرات والحلويات في هذه السويعات الأخيرة من يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة) إقبالاً وزخماً كثيفاً للمتسوقين من كافة الأطياف والألوان، كما تتنوع وتتعدد معروضات تلك المحلات، إذ تمتلئ الصناديق الزجاجية والرفوف بأصناف وأشكالٍ شتى من البضاعة المحلية وكذا الخارجية.
ويتفنن اليمنيون في تنويع وتشكيل طبق "جعالة العيد"، فهناك الـ"كعك" الذي تصنعه ربات البيوت في المنزل ويأتي بأشكال وقوالب في غاية الجمال والإبداع، وكذا المكسرات بأنواعها كالفستق والجوز اللوز والعتر، وحب العزيز وسنّ العجوز، وكذلك الزبيب، بالإضافة الى مختلف التشكيلات من الحلويات والشكولاتة وغيرها الكثير مما تجود به الأسواق المحلية.
وتعد "جعالة العيد" تقليداً يمنياً ضارباً في القدم، حيث لا يخلو أي بيت يمني، ميسوراً كان أم معسراً، من هذا الطبق الذي يقدم في نهار العيد للضيوف والمهنئين، في أصدق تعبير عن كرم اليمني وعن ترحيبه بالضيوف. ووتنوع "جعالة العيد" وتتعدد أشكالها، غير أن هناك ثوابت لا يمكن أن تختفي من هذا الطبق كالزبيب والفستق واللوز.
ويعد "الزبيب" أهم مكون من مكونات طبق العيد، وأكثرها رواجاً ومبيعاً في الأسواق، كما أنه يأتي بأنواع متعددة وبجودات مختلفة، فمنه المحلي (البلدي)، وهو في الغالب ذو جودة ممتازة، ويعد الزبيب الرازقي – يزرع في بني حشيش – أجود أنواع الزبيب المحلي وأغلاها سعراً، حيث يصل سعر الكيلو منه الى حوالي خمسة آلاف ريال يمني. وهناك جودات محلية أقل كالزبيب العاصمي، إلا أن الزبيب المحلي بشكل عام يعتبر أكثر جودةً مقارنة بالزبيب الذي يستورد من الخارج، كالزبيب الهندي والزبيب الصيني والزبيب الإيراني.
وعن مدى استمرارية سوق طبق العيد ومدى تأثره بالأزمة التي تعصف باليمن يقول الحاج أحمد (تاجر مكسرات في سوق اليمن) لـ"المشهد اليمني": تقريباً لم يتأثر سوق المكسرات وحلويات العيد أبداً بما يحدث حالياً، حيث أن إقبال السكان لا يزال كثيفاً كما كان، وقد يكون أكبر هذه السنة من السنة السابقة، كما أن حجم الاستيراد من الخارج كبيراً كما كان في السابق.
فيما يرى الشاب محمد، تاجر في السوق، أن الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعصف بالبلاد لم يكن له أي تأثير على سوق الحلويات والمكسرات، وأن القدرة الشرائية للزبائن لا زالت كما كانت، على الرغم من الضائقة المالية التي يعاني منها المواطن اليمني، فكثافة الإقبال تزداد كل يوم، كما أن الأسعار لم تتغير، بل ظلت على حالها. وأضاف: قد يبدو الأمر مستغرباً بعض الشيء، لكن لو وضعنا في الحسبان الكرم الكبير الذي يتحلى به المواطن اليمني في حق ضيوفه فسنجد أن الأمر طبيعي جداً.