المشهد اليمني

صحيفة الخليج الإماراتية

ذكرى هيروشيما وناجازاكي

السبت 5 أغسطس 2017 10:12 مـ 13 ذو القعدة 1438 هـ
صحيفة الخليج الإماراتية
صحيفة الخليج الإماراتية

يسجل تاريخا السادس والتاسع من أغسطس/ آب من العام 1945 عنواناً لعهد جديد من الوحشية العسكرية في العالم، بعد تعرض مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين لهجوم نووي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية استهدف الإمبراطورية اليابانية مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها مثل هذا السلاح على مستوى العالم.
في مثل هذا اليوم كانت الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها بين مختلف الأطراف المتحاربة، وكان من نتائجها فرض الاستسلام الكامل على الإمبراطورية اليابانية والرضوخ لمنطق الحلفاء بدون أي شروط بموجب مؤتمر بوتسدام، الذي عقد في ألمانيا إثر انتصار الحلفاء على ألمانيا وإيطاليا، وهما من دول المحور، إضافة إلى دول أخرى صغيرة مثل بلغاريا وفنلندا ورومانيا والمجر، إلا أن الإمبراطورية اليابانية رفضت الإعلان واعتبرته كأنه لم يكن، ما فتح المجال لاستخدام أول قنبلة نووية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بأمر من الرئيس هاري ترومان، الذي برره حينها بضرورة إنهاء الحرب سريعاً عن طريق إلحاق الدمار وزرع الخوف داخل الشعب الياباني ومن ثم إرغامه على الاستسلام.
ألحقت القنبلة النووية الأولى التي تم إلقاؤها على هيروشيما، في السادس من شهر أغسطس/ آب وعرفت ب«الولد الصغير» ثم لحقتها أخرى في التاسع من الشهر نفسه واستهدفت مدينة ناجازاكي دماراً هائلاً، كما حصدتا ما يقرب من ربع مليون شخص، لكن تداعيات الهجوم خلّفت مزيداً من الضحايا، بعدما تعرض عشرات الآلاف منهم إلى الإشعاعات المنبثقة من القنابل، ولا تزال هذه التأثيرات تفعل فعلها حتى اليوم.
كانت الصاعقة التي نزلت على المدينتين كبيرة، ما دفع الإمبراطورية اليابانية إلى الاستسلام في الخامس عشر من الشهر نفسه، وبعد موافقة الحلفاء تم التوقيع على وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر/ أيلول، التي مهدت الطريق لإنهاء الحرب بشكل رسمي في المحيط الهادئ، وبالتالي إنهاء الحرب العالمية الثانية.
مع ذلك فقد ظلت المسؤولية الأخلاقية عن جريمة هيروشيما وناجازاكي، تلاحق الولايات المتحدة الأمريكية منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، ولا يزال العالم يحيي ذكرى الكارثة سنوياً للتذكير بالمآسي التي خلفتها على الشعب الياباني بأكمله وعلى الأبرياء الذين استهدفتهم القنبلتان النوويتان في المدينتين بشكل خاص.
بعد 72 عاماً على كارثة هيروشيما وناجازاكي لا يزال العالم مهدداً بصراع نووي كبير؛ فسباق التسلح النووي قائم على قدم وساق، ولم تعد الولايات المتحدة وروسيا فقط من تمتلكان مثل هذه القدرات، كما كان الحال قبل عقود من الزمن، بل صار السلاح النووي في أيدي دول أخرى كثيرة في العالم، وصار السباق يهدد سكان الأرض بمزيد من الكوارث، وجميعنا تابع التجارب الصاروخية الحاملة لرؤوس نووية، التي أجرتها ولا تزال تجريها كوريا الشمالية بين وقت وآخر، والتهديد المضاد من الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى في بيونج يانج تهديداً يستوجب التعامل معه بنفس القوة.
وخلال الفترة الماضية، ومع التوتر السياسي بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية العديد من القضايا الدولية، زاد القلق من خروج الأمور عن السيطرة، ما يفتح الباب أمام احتمالات ومآلات كارثية للعالم بأسره.

كلمة صحيفة "الخليج" الإماراتية اليوم الأحد 6/8/2017