الجمعة 13 يونيو 2025 03:17 صـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

فن الدعممة

الدعممه سلوك جميل يقابله في المعنى التطنيش لكنه لا يصل إلى عمقه ، و ترادفه اللامبالاة لكنها لا تطابقه بل تكاد تبتعد عنه، فالدعممه أقرب إلى أن تكون مزيجاً من التجاهل و التغافل ، سلوك اختياري نلجأ إليه عندما نفقد اللغة المناسبة للاحتجاج ، لنوصل رسالتنا بهدوء وببرودة أعصاب، وإن قالوا عنك بارد دعمم، فهم لا يعرفون أن دعممتك حكمة و رزانة ، دعمم عن دناءات ردود الأفعال و دعوات الانتقام، دعمم عن اعتقادات الرفاق و أفكارهم التي تختلف معها لتستمر الحياة و سيحين الوقت المناسب لتطرق طرقتك ،و تضرب ضربتك في عمق النفس و تقول كلمتك و فعلك يسبقها..

لدي في حياتي حكمة دائماً ما أرددها في الأوقات الحرجة وعند انعدام الخيارات أو الحلول، أقول لنفسي : دعمم رحم الله امرءاً دعمم ، ادعمم فأجد الحلول و أجد التغذية الراجعة على أفضل ما يكون، فكم واحد نقلوا لي عنه إساءته لي فدعممت فجاءني يوماً و أناخ وداده على باب دعممتي، و كم رجل عَرّض بالإساءة فدعممت فوجدته يستصغر نفسه بنفسه فجاء بإعتذاره على غير طلب ، دعمم ففي الدعممة حياة، و لكن لا تدعمم من حق و لا عن واجب لأن ذلك لعمري منقصة في الرجولة.. دعمم فالدعممة سمو و عظمة و ليست منقصة و جحود..

دعمم فالدعممة سبيل من سبل النجاة، دعمم و لكن بعين مفتوحة و أذن تترصد، دعمم و لكن بعد أن تقول رأيك و تكمل ما في جعبتك، فبالدعممة نقتني الصحة و نشتري راحة البال، دعمم و لكن لا تدعمم من والديك ففي ذلك ضيق الحال و قلق البال، دعمم من إبنك عندما تنصحه فيُصِّر على قوله و دع الدنيا تربيه معك، و لو أنها ستصاحبك الدموع و أنت ترى قطعة منك و الدنيا تلاطمه بقسوة ، هو يوماً ما سيعود راجياً المشورة و طالباً السماح، و عندها لا تواصل دعممتك و أفتح يديك و ضمه إلى حضنك و أعطه الحنان و المشورة ، فقد قست عليه الدنيا بما يكفي ليبحث عن دفئ أحضانك، وعندها كف عن التشفي في فلذة كبدك بعتابك..