مزحة ثقيلة من المرشد ”علي خامنئي” تضحك كل الشياطين

لا شك بأن المرشد الإيراني الأعلى " علي خامنئي" يمتلك مخزون هائل من المعرفة المتعلقة بكل أمور الإسلام وتعاليمه، ولديه مدارك واسعة بتعاليم كتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام ، فهو رجل الدين الأول في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ولا يمكن ان يتم أي أمر من أمور الدين ، أو حتى الأمور الدنيوية والسياسية ، إلا بمعرفته وعلمه وموافقته ، فهو يمتلك كل السلطات ، وحتى أكبر المسؤولين الإيرانيين لا يستطيعون مخالفة أوامره ونواهيه بما فيهم الرئيس الإيراني ، وباختصار فهو صاحب السلطة الأعلى في إيران من أقصاها إلى أقصاها.
وقد صارت مكة المكرمة محرمة على الكفار والمشركين ، منذ نزول سورة برأة في السنة التاسعة للهجرة ، ونزل جبريل يبلغ رسول الله ، بهذا الأمر بقوله الله سبحانه وتعالى "برَآءَةٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّم مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (1) فَسِيحُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱللَّهَ مُخۡزِي ٱلۡكَٰفِرِينَ (2) وَأَذَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوۡمَ ٱلۡحَجِّ ٱلۡأَكۡبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِيٓءٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ وَرَسُولُهُۥۚ فَإِن تُبۡتُمۡ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۗ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ" صدق الله العظيم .
وقد لبى رسول الله نداء ربه ، فبعث الصديق أبوبكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأرضاهما ، إلى المشركين ليخبرهم بأن مكة المكرمة صارت محرمة عليهم إلا اذا اعلنوا توبتهم ودخلوا في الإٍسلام، ، فقد كانت هناك بعض المواثيق والمعاهدات مع كفار قريش فكان يجب ابلاغهم بالأمر حتى لا يتفاجئون بالأمر ، وتحدث مناوشات ومواجهات ، وقد يتطور الأمر إلى قتال ومواجهة مسلحة ، وتسيل الدماء في بيت الله الحرام ، وهذا أمر مفروغ منه ويعلمه الصغير والكبير ، ويستحيل أن يكون هذا الأمر خافيا على رجل بمكانة المرشد الإيراني .
حرمة دخول مكة على الكفار والمشركين، منذ السنة التاسعة للهجرة ، كانت معروفة للقاصي والداني ويعرفها الصغار والكبار ، ولذلك شكلت الدعوة التي وجهها المرشد الإيراني للحجاج الإيرانيين بالتظاهرات في مكة وإعلان البراءة من المشركين ، صدمة كبيرة لكل المشائخ والعلماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، واعتبروها نوع من المماحكات السياسية ، ومزحة ثقيلة وسمجة ، أصابت ملايين المسلمين بالحيرة والدهشة ، وجعلت الشيطان يشعر بالفرح والسرور ، فلماذا الدعوة للبرأة" من المشركين ، مع ان الجميع يعلمون بعدم تواجد كافر واحد بين ملايين الحجاج ، فهي محرمة عليهم بأمر من الله ورسوله منذا العام التاسع للهجرة .
وختاما فأنا على يقين تام ، بأن المرشد الإيراني يدرك قبل غيره ، أن الشيطان عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يكون احقر شأنا وأكثر قهرا وانكسارا من يوم عرفة ، لكن المرشد بهذه المزحة الثقيلة والدعوة للبرأة من الكفار - رغم انهم غير موجودين في مكة - رفعت الروح المعنوية للشيطان ، وجعلته يضحك مسرورا ، ذلك بأن الشيطان يعلم إن هذه الدعوة باطلة ، وسوف تكون السبب في إصابة ملايين الحجاج بالقلق وعدم الطمأنينة والسكينة ، والتفرغ للإبتهال إلى الله بان ينصر الإسلام والمسلمين ، ربما لم يفكر المرشد بهذه الأمور ، حين أطلق مزحته الثقيلة ، لذلك اسأل الله لنفسي ،وللمرشد ولكافة المسلمين الهداية والتوفيق لما فيه الخير والصلاح للإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض.