الخميس 19 يونيو 2025 07:34 مـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

معلومات قد تعرفها لأول مرة عن الجالية اليمنية في إندونيسيا وماليزيا

الأحد 23 مارس 2025 12:53 مـ 24 رمضان 1446 هـ
الجالية اليمنية في إندونيسيا وماليزيا
الجالية اليمنية في إندونيسيا وماليزيا

في قصة ممتدة منذ أكثر من سبعة قرون، هاجر اليمنيون، خصوصًا من حضرموت، إلى أرخبيل جنوب شرق آسيا، حاملين معهم تجارتهم وعقيدتهم وثقافتهم. بدأت هذه الرحلة في القرن الثالث عشر الميلادي، حيث لم تكن الهجرة مجرد تحرك سكاني، بل مهمة حضارية حملت هدفًا دينيًا واضحًا: نشر الإسلام، وتعزيز القيم الروحية عبر الصوفية الحضرمية. وقد لعب اليمنيون، وبالأخص من آل البيت والأشراف، دورًا محوريًا في دخول الإسلام إلى المنطقة بوجهه المعتدل، مما جعلهم رموزًا تحظى بالاحترام والولاء.

تأثير يمني لا يزال نابضًا في إندونيسيا وماليزيا

في إندونيسيا، التي تُعد من أكبر الدول الإسلامية عددًا، ساهم اليمنيون بشكل بارز في نشر التصوف والفقه الشافعي. ومن خلال الطريقة العلوية وغيرها من الطرق الروحية، ترسخ الإسلام هناك برؤية يمنية حضرمية. العائلات اليمنية مثل العلوي، السقاف، والباعشن، لا تزال جزءًا من النسيج الديني والسياسي، حيث يتقلد أبناؤها مناصب عليا في الشؤون الدينية والاجتماعية. أما في ماليزيا، فالحضور اليمني أقل عددًا لكنه ذو تأثير نوعي، خاصة في مدن كوالالمبور ومالاكا، حيث لعب اليمنيون دورًا تعليميًا ورياديًا في نشر القيم الإسلامية، وأسسوا روابط متينة مع المجتمع الماليزي عبر عائلات مثل الحداد والعطاس.

انقطاع وغياب... أزمة هوية متصاعدة

ورغم هذا التاريخ المشرف، تعيش الجالية اليمنية اليوم في كل من إندونيسيا وماليزيا تحديات متعددة، أبرزها تلاشي الهوية الأصلية، وضعف اللغة العربية بين الأجيال الجديدة. ومع الانقطاع شبه التام عن اليمن، سواء رسميًا أو ثقافيًا، فقدت الكثير من العائلات اليمنية الروابط مع وطنها الأم. ولا توجد مؤسسات يمنية فاعلة في البلدين تهتم بإحياء هذا التراث أو تقديم الدعم القانوني والاجتماعي، خاصة للمهاجرين الجدد الذين يواجهون صعوبات في الإقامة والعمل.

مقترحات لإنقاذ التراث اليمني في جنوب شرق آسيا

لتجاوز هذه الأزمة، برزت عدة مبادرات مقترحة من أبناء الجالية والخبراء، منها إنشاء مراكز ثقافية يمنية تُعنى بتعليم اللغة وتعزيز الروح الحضرمية الأصيلة. كما دعت بعض العائلات إلى تشكيل اتحاد يمني موحد، قادر على تمثيل الجالية قانونيًا ودينيًا، ودعم الطلاب والمستثمرين. ويُعد التواصل مع الجامعات الإسلامية فرصة لإعادة إحياء الفقه الشافعي بالطابع اليمني، فضلاً عن ضرورة تقديم دعم اقتصادي للمشاريع التجارية التي يديرها يمنيون في المنطقة.

حكاية إرث يوشك أن يُنسى... فهل من منقذ؟

إن حكاية اليمنيين في إندونيسيا وماليزيا ليست مجرد تاريخ يروى، بل إرث يجب الحفاظ عليه. من نشر الإسلام إلى بناء جسور ثقافية، كان لليمنيين دور ريادي يفرض احترامه. واليوم، ومع التحديات التي تواجههم، تبدو الحاجة ملحة لتحرك رسمي وشعبي، يعيد وصل ما انقطع، ويحيي ما بدأه الأجداد. فهل ستتحرك اليمن لإنقاذ أحد أعرق جالياتها وأكثرها تأثيرًا في العالم الإسلامي؟

موضوعات متعلقة