الإثنين 12 مايو 2025 11:08 صـ 15 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

حكاية شاب تحدى قبيلته من أجل الحب.. ماذا حدث؟

الإثنين 12 مايو 2025 12:00 صـ 15 ذو القعدة 1446 هـ
الزواج في اليمن
الزواج في اليمن

في حادثة أثارت جدلاً واسعًا واستنكارًا شعبيًا واسع النطاق، أقدمت قبيلة "آل السباعي" في مديرية الشغادرة بمحافظة حجة، على إصدار وثيقة رسمية تتبرأ فيها من أحد أبنائها، الشاب محمد أحمد السباعي ، وذلك بعد أن تقدم لخطبة فتاة من قبيلة أخرى، في خطوة وصفها نشطاء ومراقبون بأنها دليلٌ على سيطرة العصبية القبلية والتمسك بالعادات والتقاليد على الحريات الشخصية، حتى في هذا العصر.

وجاء في الوثيقة التي وقعتها مجموعة من مشائخ وأعيان القبيلة، رفضهم القاطع لهذا الزواج، واعتباره مخالفًا للعرف والتقاليد القبلية، ومساسًا بما وصفوه بـ"الأنساب"، وهو ما يُعد، بحسب رأي المتابعين، محاولة لفرض الوصاية الاجتماعية على حق الفرد في اختيار شريك حياته، تحت غطاء المحافظة على الشرف والنقاء القبلي.

وقد أثار هذا القرار موجة من الغضب والاستنكار بين المواطنين، خاصة بعد أن نشر الشاب محمد صورته وهو يحمل الوثيقة الصادرة من قبيلته، إلى جانب دعوته العلنية لحضور حفل زفافه الذي يعتزم إقامته خلال الأيام القادمة، في تحدي واضح لموقف القبيلة ورفضه التام الانصياع لما وصفه بـ"التقاليد الجاهلية".

وقال محمد السباعي في تصريحات نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي: "سأتمسك بحقي الإنساني الطبيعي في اختيار شريك حياتي، ولن أخضع لضغوط تتناقض مع كرامتي وإنسانيتي. الكرامة لا تُقاس بالنسب، ولا يمكن أن تكون أسيرة للعصبية القبلية".

وأضاف: "أدعو كل من يؤمن بالحرية والعدل والمساواة، وكل من يرفض هذه الممارسات القمعية، لمشاركتي فرحة زواجي، كتعبير عن رفضنا الجماعي لهذه الثقافة التي تُريد لي أن أكون عبدًا للعادة وليس حرًا بإرادة".

من جانبهم، استنكر عدد كبير من النشطاء والمغردين على منصات التواصل الاجتماعي موقف القبيلة، ووصفوا وثيقة التبرؤ بأنها "وصمة عار"، وأن مثل هذه الممارسات تتنافى مع القيم الدينية والإنسانية، وتُعيد المجتمع إلى عصور الظلام والجهل.

كما طالب بعضهم الجهات المعنية والشخصيات الاجتماعية والفكرية بالتدخل لإيقاف هذه الانتهاكات التي تهدد النسيج المجتمعي وتكبح الحريات الأساسية.

وتُعد هذه الحادثة واحدة من سلسلة حالات مشابهة تشهدها عدة محافظات يمنية، حيث تستمر بعض القبائل في فرض قيود صارمة على اختيارات الشباب والشابات في الزواج، تحت ذريعة الحفاظ على العادات والتقاليد، في ظل غياب تام لدور الدولة والمؤسسات الحقوقية في حماية الأفراد من الانتهاكات المجتمعية.

ويترقب الشارع اليمني كيف ستتطور الأحداث في الأيام القادمة، خاصة مع تصاعد التحدي من الشاب محمد، ودعمه من قبل شريحة واسعة من الشباب المنادي بضرورة تغيير بعض المفاهيم التقليدية التي تتعارض مع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.