فيديو نادر لأقوى انفجار نووي في التاريخ .. شاهد لحظة تفجير روسيا (قنبلة القيصر)

في خطوة مثيرة للجدل وتحمل أبعادًا تاريخية وعسكرية، نشرت روسيا تسجيلًا مصورًا نادرًا يُظهر لحظة تفجير "قنبلة القيصر"، التي تُعد أكبر انفجار نووي شهده كوكب الأرض على الإطلاق. يعود هذا الحدث إلى أكتوبر من عام 1961، حين فجّر الاتحاد السوفيتي القنبلة الهيدروجينية العملاقة فوق أرخبيل "نوفايا زيمليا" في الدائرة القطبية الشمالية، ضمن اختبارات نووية سرية هدفت إلى ترسيخ الهيمنة النووية السوفيتية خلال فترة الحرب الباردة.
فيديو سري يُعرض لأول مرة للعالم
التسجيل، الذي نُشر للمرة الأولى على الإنترنت عبر وكالة الطاقة النووية الروسية "روساتوم"، يوثق مشاهد دراماتيكية للانفجار الذي بلغت قوته نحو 50 مليون طن من مادة "تي إن تي"، أي ما يعادل نحو 3300 ضعف القوة التدميرية للقنبلة التي سقطت على هيروشيما. ويُظهر الفيديو كرة نارية ضخمة وسحابة نووية بارتفاع يصل إلى 60 كيلومترًا، التُقطت من زوايا متعددة باستخدام كاميرات أرضية وجوية، بعضها وُضع على متن طائرات سوفيتية.
ويبدأ الفيديو الذي تصل مدته إلى 30 دقيقة بكلمة "سري للغاية"، قبل أن يبدأ في عرض مراحل التجربة بدءًا من نقل القنبلة الضخمة، التي بلغ وزنها 26 طنًا، عبر السكك الحديدية، وصولًا إلى لحظة تفجيرها المدوية.
قنبلة القيصر... ملكة القنابل النووية
تم تصنيع "قنبلة القيصر" – التي تُعرف أيضًا باسم "ملكة القنابل" – خلال الفترة ما بين 1956 و1961، في خضم سباق نووي محموم بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وقد صُممت هذه القنبلة لتكون رمزًا للقوة العسكرية المطلقة، حيث أكّد المعلق في الفيديو أن التجربة أثبتت امتلاك الاتحاد السوفيتي لسلاح حراري نووي بقوة "50 ميغا طن، و100 ميغا طن، أو أكثر".
وتُعد هذه القنبلة، بحسب محللين، بمثابة رسالة سياسية بقدر ما هي استعراض تقني، حيث هدفت موسكو حينها إلى بعث رسالة ردع قوية إلى واشنطن، في وقت كانت فيه الحرب الباردة تحتدم بين القوتين العالميتين.
مقارنة تاريخية: تفوق على "كاسل برافو" الأمريكية
وفقًا لوكالة "رويترز"، فقد تجاوز انفجار "قنبلة القيصر" في قوته قنبلة "كاسل برافو" الأمريكية، التي فجّرتها واشنطن في عام 1954 في جزيرة بيكيني أتول بجمهورية جزر مارشال، والتي كانت تعتبر آنذاك أقوى تفجير نفذته الولايات المتحدة في تاريخها النووي.
الفارق بين القنبلتين لا يقتصر على القدرة التدميرية فحسب، بل يمتد إلى الرسائل الاستراتيجية والرمزية التي حملتها كل تجربة، حيث كانت كل واحدة منها بمثابة تحذير صريح للخصم وإثبات على مدى التطور التقني والعسكري الذي وصل إليه مطورو الأسلحة النووية في تلك الفترة الحرجة.
في الذكرى 75 لتأسيس الصناعة النووية الروسية
يأتي نشر هذا الفيديو ضمن احتفالات روسيا بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس صناعتها النووية، في خطوة تذكّر العالم بقوة الترسانة النووية الروسية وعمقها التاريخي. وبينما يعتبر البعض هذا الإعلان بمثابة احتفال بالإنجازات التقنية، يرى آخرون أنه رسالة مضمرة تعيد فتح ملفات الردع النووي والسباق التسليحي في عالم يشهد اليوم توترات متجددة على أكثر من صعيد.
إرث نووي يثير القلق والإعجاب
في الوقت الذي أذهلت فيه مشاهد القنبلة العالم، أعادت إلى الأذهان تساؤلات حساسة حول مستقبل الردع النووي، واحتمالات اندلاع سباق تسلح جديد في ظل الأزمات الجيوسياسية الراهنة. ويؤكد مراقبون أن نشر الفيديو في هذا التوقيت يحمل دلالات سياسية واضحة، خاصة مع تنامي النزاعات بين روسيا والغرب، مما يُبرز قوة موسكو العسكرية وتاريخها في تطوير أسلحة خارقة التأثير.
رسالة من الماضي تُلقي بظلالها على الحاضر
لا شك أن الكشف عن هذا الفيديو التاريخي يشكّل تذكيرًا صارخًا بقوة الدمار النووي، وبأن سباق التسلح الذي بدأ في القرن العشرين لا يزال يلقي بظلاله الثقيلة على عالم اليوم. وبينما يشاهد العالم انفجار "قنبلة القيصر" مجددًا بعد ستة عقود، تتردد في الأذهان تساؤلات حول حدود القوة، وأين يجب أن تتوقف البشرية قبل أن تدمر ذاتها.
قنبلة القيصر، أكبر انفجار نووي، فيديو قنبلة القيصر، روسيا تنشر فيديو نووي، قنبلة نووية هيدروجينية، روساتوم، انفجار نوفايا زيمليا، سباق التسلح النووي، القنبلة السوفيتية، ملكة القنابل، قنبلة كاسل برافو، روسيا والولايات المتحدة، الأسلحة النووية، الاتحاد السوفيتي، فيديو نووي نادر، الذكرى 75 للصناعة النووية الروسية، الحرب الباردة، التسليح النووي، تاريخ السلاح النووي، هيروشيما النووية.