الأربعاء 14 مايو 2025 10:09 صـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

تصاعد المقاومة المسلحة في الجوف

الأربعاء 14 مايو 2025 09:17 صـ 17 ذو القعدة 1446 هـ

في الجوف تتبدى بطولات المقاومة الشعبية فرادى وجماعات، قتلت مليشيا الحوثي مطلع الأسبوع الماضي شخصا من قبيلة الشولان، فردت عليه القبيلة خلال ساعات، وتحشد مليشيا الحوثي عشرات المدرعات للانتقام من القبيلة، وتستعد الشولان وكل دهم للمقاومة.

لا يكاد يمر أسبوع واحد في الجوف، تلك البلاد البعيدة المنسية والمغيبة عن الإعلام والتنمية والسياسة وكل شيء، إلا وهي تقاوم الحوثي المحتل بكل الوسائل المتاحة وبشجاعة نادرة.

لا يمكن تفسير ما يجري في الجوف من تكرار وتطور أعمال المقاومة المسلحة ضد الحوثيين، إلا بأنها حرب استنزاف عظيمة ضد الحوثيين، يدفع فيها أبناء القبائل الدم مهرا للجمهورية وثمنا للمستقبل وطريقا لبناء الدولة، لكن لا يوجد إعلام يعطيها حقها، ولا مراكز بحث تفسر ذلك وتضع له التفسير الواسع في سياقه الحقيقي.

بطولات مقاومة قبائل الجوف المسلحة، ليس لها شبيه إلا مقاومة القسام في القطاع والضفة الغربية، يعتقد الحوثي كما الصهاينة أنهم تمكنوا من إخماد المقاومة وإخضاع السكان لهم، ويفاجؤون مرة بعد أخرى بأن الكرامة والمقاومة تجري في الروح مجرى الدم، وأن الجريمة التي يرتكبها الاحتلالان الحوثي لليمن والصهيوني لفلسطين لن تمر دون رد.

ينقص مقاومة الجوف المسلحة جهازا منظما لإدارة المعركة بشكل أفضل مما هي عليه، أو على الأقل بما يواكب تحركاتها الميدانية وتطوراتها المستمرة، وبينما كانت في السابق على سبيل المثال تتأخر وقتا طويلا للرد على جرائم الحوثيين فإن الآونة الأخيرة لا تتأخر تلك المقاومة إلا سويعات محدودة ولا تتجاوز في أطولها أياما للرد على جرائم الحوثيين.

من الشولان إلى همدان إلى بني نوف وذو حسين وغيرهم من قبائل دهم تتجلى بطولات اليمنيين الأصيلة في مقاومة الحوثية وإيران، بشتى الطرق خاصة المقاومة المسلحة سواء عبر الخلايا الفردية أو المقاومة الجماعية القبلية، والاشتباكات المباشرة.

وبينما كان يظن الحوثي أن المقاومة قد خمدت وأن قبضته قد استحكمت على رقاب دهم، خاصة بعد تحشيده العسكري الهائل قبل سنتين إثر اغتيال قبائل الجوف لرئيس عمليات المنطقة السادسة الحوثية، تبين له أن المقاومة المسلحة هناك تطور كل شيء ممكن للمواجهة وأن البطولات هناك بطولات حقيقية حتى لو لم يكن هناك إعلام يغطيها ولا اجتماعات ولا أخبار ولا ندوات عنها.

ما يقوم به المقاتلون في الجوف ضد الحوثيين أهم بآلاف المرات مما تقوم به حكومة الشرعية ونخبها السياسية وتكويناتها الهلامية ومؤسساتها الفاسدة. والشعب يعول على مقاومة الميدان وينظر إليها بأمل وفخر بينما لا ينظر للحكومة سوى باحتقار وازدراء وسخرية.

موضوعات متعلقة