ميليشيا الحوثي تمنع مئات العمال من أبناء تهامة

أفادت مصادر محلية مطلعة بأن ميليشيا الحوثي فرضت حملات مكثفة خلال الأيام الماضية لمنع العشرات من أبناء منطقة تهامة، الذين يعملون في مهن بسيطة مثل بيع الأيسكريم المتجول وجمع العلب البلاستيكية وأدوات "الخردة"، من ممارسة أعمالهم اليومية في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للجماعة.
وأوضحت المصادر أن الميليشيا اعتقلت بعض هؤلاء العمال، فيما أجبرت آخرين على مغادرة المحافظة بشكل مفاجئ، تحت ذرائع أمنية لم تُسند إلى أي سبب واضح أو مبرر قانوني، بالرغم من طبيعة الأعمال السلمية التي يمارسونها والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظمهم.
وأشارت التقارير إلى أن هذه الإجراءات تستهدف عمالة غير مؤهلة من أبناء تهامة، الذين يعتمدون على تلك المهنة كمصدر دخل وحيد لإعالة أسرهم، في ظل انهيار الاقتصاد المحلي وتزايد معدلات الفقر والبطالة في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.
ويرى مراقبون أن هذا التحرك يندرج ضمن سياسة التضييق والتمييز المناطقي الذي تمارسه ميليشيا الحوثي ضد أبناء تهامة منذ عدة سنوات، حيث تتعرض هذه الفئة لانتقادات متكررة، وفرض قيود على التنقل والعمل، ما دفع العديد منهم إلى النزوح نحو مناطق أخرى بحثًا عن لقمة العيش.
وتشير البيانات الواردة من داخل المحافظة إلى تصاعد حالة الاستياء بين صفوف المواطنين إزاء هذه الإجراءات التعسفية، وسط مطالبات منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية بضرورة التصدي لما وصفته بـ"التمييز الطائفي والمناطقي الممنهج" الذي يزيد من معاناة المدنيين ويفاقم من الأزمة الإنسانية القائمة.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الأوضاع الإنسانية في اليمن تدهورًا حادًا، مع استمرار الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات، مما جعل الملايين يعتمدون على المساعدات الغذائية-basic ويعانون من نقص الخدمات الأساسية.