الأربعاء 14 مايو 2025 11:56 صـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

أرقام مفاجأة ومقارنة ستصدمك بين زلزالي 1992 و2025

الأربعاء 14 مايو 2025 09:44 صـ 17 ذو القعدة 1446 هـ
زلزال مصر
زلزال مصر

شهدت مصر خلال العقود الأخيرة زلزالين هامين، الأول وقع في الثاني عشر من شهر أكتوبر عام 1992، والثاني في الرابع عشر من مايو عام 2025. الزلزال القديم ضرب في وضح النهار عند الساعة الثالثة وتسع دقائق عصراً، وكان مركزه بالقرب من قرية دهشور بمحافظة الجيزة، جنوب غرب العاصمة القاهرة. أما الزلزال الحديث فوقع عند الساعة الواحدة وواحد وخمسين دقيقة بعد منتصف الليل، وكان مركزه بعيداً في البحر الأبيض المتوسط، شمال مدينة رشيد وعلى مسافة تقدر بـ 631 كيلومتراً، بالقرب من جزيرة كريت.

درجة الزلازل وعمق الهزات الأرضية

من حيث القوة، سجل زلزال عام 1992 درجة 5.8 على مقياس ريختر، وامتد تأثيره لمدة ثلاثين ثانية تقريباً، بينما بلغت قوة زلزال 2025 حوالي 6.4 درجات، أي أعلى بشكل ملحوظ. ومع ذلك، كان عمق الزلزال الجديد أكبر بكثير، حيث وقع على عمق 76 كيلومتراً تحت سطح البحر، ما أدى إلى تقليل تأثيره المباشر على اليابسة.

حصيلة الدمار والخسائر البشرية

النتائج الكارثية لزلزال عام 1992 جعلته محفوراً في ذاكرة المصريين، إذ تسبب في وفاة أكثر من خمسمئة شخص وإصابة آلاف آخرين، فضلاً عن تشريد نحو خمسين ألف مواطن. وقد انهار 350 مبنى بالكامل، بينما تضرر أكثر من تسعة آلاف مبنى. في المقابل، وعلى الرغم من قوة زلزال 2025، لم تسجل أي وفيات أو إصابات تُذكر، ولم ترصد السلطات المصرية أي خسائر مادية أو بشرية، رغم شعور سكان القاهرة الكبرى والإسكندرية وعدد من المحافظات الأخرى بالهزة.

التفسير العلمي لاختلاف التأثير

يشير العلماء إلى أن الفرق الكبير في التأثير بين الزلزالين يعود لعوامل عدة، أبرزها قرب مركز زلزال 1992 من المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، إلى جانب ضعف البنية التحتية وقتها، وغياب أي أنظمة للإنذار أو تقييم المخاطر. أما في حالة زلزال 2025، فقد ساهم عمق الزلزال وبعده الجغرافي في تقليل قوته عند السطح، إضافة إلى تحسن ملحوظ في معايير البناء، وزيادة الوعي العام والاستعداد المؤسسي لمثل هذه الكوارث.

دروس مستفادة من الماضي

تُبرز مقارنة الزلزالين أهمية التحديث المستمر للبنية التحتية وتعزيز قدرات الطوارئ والإنذار المبكر. كما تُظهر كيف يمكن أن تكون العوامل الجغرافية والإنشائية حاسمة في تقليل الأضرار، حتى في حال وقوع زلازل ذات درجات عالية من الشدة. وبينما يبدو زلزال 2025 كمثال على تطور الاستجابة المصرية للكوارث، فإن زلزال 1992 يظل تذكيراً مؤلماً بثمن التراخي في مواجهة المخاطر الطبيعية.