سرقة ربع مليار جنيه من منزل سيدة التعليم المصرية نوال الدجوي

في حادثة أثارت دهشة الرأي العام المصري، تعرّض منزل الدكتورة نوال الدجوي، رئيسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، لسرقة ضخمة داخل إحدى الوحدات السكنية الفاخرة بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة. الحادث، الذي وقع فجر يوم الإثنين الموافق التاسع عشر من مايو لعام ألفين وخمسة وعشرين، اعتُبر من أكبر جرائم السرقة المنزلية في مصر خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لضخامة المبالغ والمقتنيات المسروقة.
محتويات مسروقة بقيمة ربع مليار جنيه
وفقًا لما ورد في المحضر الرسمي الذي حررته الدكتورة نوال الدجوي بقسم الشرطة، فقد تم الاستيلاء على خمسة عشر كيلوجرامًا من المشغولات الذهبية، بالإضافة إلى خمسين مليون جنيه مصري، وثلاثة ملايين دولار أمريكي، وثلاثمائة وخمسين ألف جنيه إسترليني. جميع هذه المقتنيات كانت محفوظة داخل خزنة حديدية في غرفة نومها، دون وجود أي آثار اقتحام أو كسر، ما أثار شكوك الجهات الأمنية بوجود معرفة سابقة بمكان الخزنة وتفاصيل محتوياتها.
جهود أمنية وتحقيقات موسعة
بدأت الأجهزة الأمنية في الجيزة على الفور بإجراءات التحقيق، حيث تم تفريغ تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة داخل الفيلا وفي محيطها الخارجي، كما جرى رفع البصمات وتحليلها داخل موقع الجريمة. وفي السياق ذاته، تم الاستماع إلى شهادات الجيران والعمال داخل المجمع السكني. وأفادت الدكتورة نوال في أقوالها بأن هناك شبهة بتورط أحد الأقارب، مما دفع رجال الأمن لتوسيع دائرة التحري لتشمل أفراد الأسرة والمقربين.
من هي نوال الدجوي؟ سيدة التعليم المصرية
تُعرف الدكتورة نوال الدجوي بلقب "ماما نوال"، وهي واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في مجال التعليم الخاص في مصر. بدأت رحلتها المهنية عام 1958 بتأسيس أول مدرسة لغات مصرية، في وقت كانت المدارس الأجنبية تسيطر على مشهد التعليم. تنتمي الدجوي إلى عائلة مصرية عريقة، وأسست سلسلة مدارس "دار التربية"، ثم أطلقت جامعة MSA، التي أصبحت من الجامعات الرائدة من حيث الجودة الأكاديمية والشراكات الدولية، خاصة مع جامعات المملكة المتحدة.
تكريمات رسمية وسجل من العطاء
لم تكن مسيرة نوال الدجوي خالية من التكريم، فقد حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة جرينتش البريطانية، وتم تكريمها من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2019 ضمن قائمة من النماذج النسائية المتميزة في المجتمع المصري. وتتبنى نوال الدجوي مبدأً ملهمًا في حياتها، يتمثل في شعار "أنا أفكر، أعمل، أضيف.. إذن أنا أعيش"، وهو ما انعكس على دورها الريادي في النهوض بالمنظومة التعليمية.
انتظار كشف هوية الفاعلين وجمع الأدلة
التحقيقات لا تزال جارية في واحدة من أكثر جرائم السرقة المنزلية إثارة في مصر، والجميع بانتظار كشف هوية الفاعلين. وبينما تستمر الشرطة في جمع الأدلة، لا تزال قضية سرقة منزل نوال الدجوي تثير تساؤلات واسعة حول تأمين الممتلكات الخاصة في المجتمعات المغلقة.