• الرئيسية
• المشهد الاقتصادي

شهدت أسواق المعادن الصناعية العالمية تراجعًا حادًا في أسعار النحاس خلال تعاملات اليوم السبت، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية جديدة بنسبة 100% على الواردات الصينية، في تصعيد جديد للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. هذا القرار أثار مخاوف من تباطؤ النشاط الصناعي العالمي وتأثر سلاسل الإمداد، مما دفع المستثمرين لإعادة تقييم مراكزهم وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.

قرار ترامب وتأثيره على سوق النحاس والمعادن الأساسية

216.73.216.162

جاءت التعريفات الجمركية الأمريكية ضمن سياسة إعادة ضبط الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث أكد ترامب أن الهدف هو حماية الصناعة الأمريكية من الممارسات التجارية غير العادلة، متهماً الصين بالاستفادة من انفتاح الأسواق الأمريكية دون رد عادل.

وبشكل فوري، انخفض سعر النحاس بنسبة تجاوزت 4% في السوق الفوري ببورصة لندن للمعادن، ليصل إلى 8,050 دولارًا للطن، وهو أدنى مستوى له منذ شهرين. كما تراجعت أسعار عقود النحاس الآجلة في بورصة نيويورك بنسبة مشابهة، في ظل تراجع ثقة المستثمرين في الطلب العالمي.

تأثير التوترات على المعادن الصناعية الأخرى

يرى خبراء السلع الأساسية أن تأثير هذه التعريفات لن يقتصر على النحاس فقط، بل سيمتد إلى الألومنيوم والزنك والنيكل، وذلك لأن الصين تمثل أكثر من 50% من الطلب العالمي على النحاس وحده، ما يجعلها اللاعب الأكبر في أسواق المعادن الأساسية.

قال "مارك بيترسون"، كبير محللي السلع في بنك "جيه بي مورغان":
"فرض تعريفات بنسبة 100% على السلع الصينية يمثل صدمة قوية لأسواق السلع الأساسية، مما قد يؤدي إلى انخفاض الطلب الصناعي من الصين وتراجع الأسعار على المدى القصير، مع اضطرابات متوقعة في سلاسل التوريد على المدى المتوسط."

الرد الصيني والتوقعات المستقبلية

ردّت وزارة التجارة الصينية رسميًا بأن بكين "تحتفظ بحق اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية مصالحها"، ووصفت القرار الأمريكي بأنه "انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية" يهدد استقرار النظام التجاري العالمي.

ويخشى المستثمرون من اندلاع جولة جديدة من الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، ما قد يضغط على الأسواق المالية ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي العالمي. وقد تحذر مؤسسات اقتصادية من أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى تقليص استثمارات الشركات الصناعية خاصة في قطاعات البنية التحتية، الإلكترونيات، والطاقة المتجددة، والتي تعتمد بشكل كبير على النحاس.

توقعات الطلب والأسعار

تشير التقديرات الأولية إلى أن استمرار التوترات قد يخفض الطلب العالمي على النحاس بنسبة 2% إلى 3% خلال الربع الأخير من 2025، مما قد يدفع الأسعار إلى مستويات أقل من 7,800 دولار للطن إذا استمرت الإجراءات الحمائية أو تصاعدت.

تُركز الأنظار الآن على رد الفعل الصيني المتوقع، حيث ستحدد طبيعة الإجراءات المضادة القادمة مسار أسواق المعادن خلال الأسابيع المقبلة، وسط حالة من عدم اليقين تسود المشهد الاقتصادي العالمي.