الخميس 29 مايو 2025 12:00 صـ 2 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

استقالة مفاجئة تهز ”مؤسسة غزة الإنسانية” وسط اتهامات بفقدان الحياد

الإثنين 26 مايو 2025 09:25 صـ 29 ذو القعدة 1446 هـ
استقالة المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية
استقالة المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية

أعلن المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية، جيك وود، استقالته الفورية من منصبه يوم الإثنين، مما أثار حالة من الجدل والغموض بشأن مستقبل عمل المؤسسة المدعومة من الولايات المتحدة، والتي كانت على وشك بدء توزيع المساعدات في قطاع غزة. وجاءت الاستقالة في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة أزمة إنسانية خانقة نتيجة المجاعة وتقييد دخول الإمدادات منذ أشهر.

رفض التنازل عن المبادئ الإنسانية

في بيان رسمي، أشار وود إلى أنّ قراره نابع من إدراكه استحالة تحقيق أهداف المؤسسة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية الأساسية مثل الحياد والاستقلالية. وقال: "لا يمكنني قيادة هذه المبادرة بينما يُطلب منا تجاوز هذه القيم"، مشيرًا إلى أنه شعر بمسؤولية أخلاقية تجاه معاناة سكان غزة وضرورة الحفاظ على قواعد العمل الإنساني المتعارف عليها دوليًا.

شكوك متزايدة حول حيادية المؤسسة

منذ الإعلان عن تأسيسها، واجهت مؤسسة غزة الإنسانية اتهامات من جهات دولية بعدم الاستقلالية، إذ امتنعت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة رئيسية عن التعاون معها. وبرزت مخاوف من إمكانية استخدام المساعدات لأغراض سياسية أو أمنية، خصوصًا بعد اعتماد المؤسسة على شركات أمنية خاصة لتوزيع الإمدادات، مما اعتبره مراقبون تمهيدًا لـ"عسكرة المساعدات".

دعوات أممية للتحقيق ومنع الانتهاكات

في سياق متصل، أفادت السلطات السويسرية بأنها تدرس فتح تحقيق قانوني بشأن أنشطة المؤسسة واحتمالات خرقها للقانون الدولي. كما أطلقت منظمة "ترايل إنترناشونال" الحقوقية تحذيرات من تسليح المساعدات، داعية الحكومة السويسرية إلى اتخاذ إجراءات رقابية صارمة، ومشددة على قدرة وكالات الأمم المتحدة على تنفيذ عمليات توزيع فعالة وآمنة دون تدخل خارجي.

آلية توزيع مشكوك فيها

بالتزامن مع استقالة وود، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن خطة توزيع المساعدات ستبدأ اليوم الإثنين عبر أربع نقاط مركزية، منها ثلاثة مراكز في رفح وواحد في وسط قطاع غزة، بالتعاون مع شركات أمريكية. وأشارت الإذاعة إلى أنّ كل فرد فلسطيني سيحصل على سلة غذائية أسبوعية، إلا أنّها حذرت من "ثغرات كبيرة" في الآلية الجديدة وعدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان كافة، دون توضيحات إضافية.

هذه التطورات تسلط الضوء على التحديات التي تواجه العمل الإنساني في غزة، وسط استمرار الحرب والحصار، وتطرح تساؤلات كبرى حول قدرة المنظمات الجديدة على احترام المبادئ الدولية والقيام بمهامها دون تسييس أو انحياز.