الخميس 22 مايو 2025 10:55 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

زلة لسان تطيح بهذا الوزير من منصبه

الخميس 22 مايو 2025 10:20 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

يذكر جميع اليمنيين قضية الفساد التي أثارت ضجة كبيرة وأشعلت كل مواقع التواصل الاجتماعي، وهي القضية التي كان بطلها الوزير "خالد أحمد سعد الوصابي" الذي شغل منصب وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني في حكومة معين عبد الملك، فبعد الفضيحة الكبيرة التي كشفت كيف تم التلاعب بالمنح الدراسية التعليمة التي تقدمها مختلف دول العالم للطلاب اليمنيين المتفوقين والحاصلين على درجات عالية في الثانوية العامة، فقد تم بيع تلك المنح بمبالغ ضخمة وهو ما تسبب في حرمان المستحقين من مواصلة مشوارهم التعليمي في مختلف الجامعات.

لقد ثبت بالدليل القاطع حجم الفساد المهول الذي مارستها الوزارة، وأعتقد الجميع أن الوزير لن تتم إقالته من منصبه فحسب، بل سيتم احالته للتحقيق وإعادة إعطاء المنح للمتفوقين، ويطلب منه ان يقدم اعتذاره لأولئك الطلاب المتميزين الذين حرمهم من الحصول على المنح، ولكن شيء من ذلك لم يحدث، ولم تهتز شعرة من رأس الوزير الفاسد، واستمر في منصبه وكأن شيء لم يكن، وهذا الأمر جعل جميع المسؤولين في الحكومة الشرعية يدركون انهم مهما نهبوا وسلبوا واكلوا الأخضر واليابس، وعاثوا في الأرض فسادا فهم محصنون ولن يطالهم اي عقاب مهما بلغ حجم فسادهم فلن تمس شعرة من رأسهم.


يحدث هذا لأن من آمن العقاب أساء الأدب، لكن في الدول التي تحترم نفسها ويشعر جميع الوزراء وكبار المسؤولين إنهم يتحملون أمانة ثقيلة إمام مواطنيهم ويسعون بكل جهد لخدمة شعوبهم، فينالون المحبة والاحترام والتقدير من كل أطياف الشعب، فقد كانوا خير خدام للجميع، أما الوزراء والمسؤولين عندنا فقد صار الأمر مقززا ويثير الاشمئزاز، وانقلبت الأمور رأسا على عقب، فبدلا من ان تخدم الحكومة مواطنيها، أصبح الشعب خادم لهم يتحمل ما لا يطاق لينعم المسؤولين وكل أفراد عائلاتهم بالسعادة والراحة والعيش الرغيد.

فقد اعلن وزير الزراعة الياباني تاكو إيتو إنه قدم استقالته، وهذا الوزير لم يسرق أو ينهب أو يرتكب جريمة حتى يقوم بتقديم استقالته، ولكن السبب هي تصريحاته التي أثارت غضب الشعب الياباني، واعتبروها تصريحات غير لائقة، وحتى أنا نفسي لم أصدق ان تؤدي زلة لسان بسيطة من الوزير الياباني للاطاحة به من منصبه، وتقديم استقالته، والتي قبلها على الفور رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، فكل ما قاله وزير الزراعة الياباني انه لم يضطر لشراء الأرز لأنه كان يتلقى هدية عبارة عن كميات من الأرز جعلته لا يحتاج لشراء هذه السلعة التي تعد سلعة رئيسية في اليابان.

هذه الهفوة البسيطة جعلت الوزير " إيتو" يتعرض لموجة غضب عارمة وانتقادات لاذعة بعد أن قال إنه لم يضطر أبدا لشراء الأرز بفضل هدايا مؤيديه، مما أثار ضجة، خاصة وان تصريحات الوزير تزامن مع معاناة المواطنين اليابانيين من نقص الأرز وارتفاع أسعاره بشكل كبير.

أما في يمننا الحبيب فكل شيء معدوم، واذا توفر فلا قدرة لغالبية الشعب اليمني العظيم على الشراء، ورغم كل الظروف القاهرة التي يعيشها اليمنيين شمالا وجنوبا، فإن المسؤولين يستمرون وبكل وقاحة في السرقة والنهب والسيطرة على كل ما يقع تحت ايديهم بلا خوف من حساب أو عقاب ويتركون الملايين من البسطاء يتضورن جوعا، ها هي اليابان رابع دولة اقتصادية في العالم تقدم درسا في الوطنية والاخلاص للوطن وللشعب، وتطيح بالوزير من أجل حفنة من الأرز ربما لا يتجاوز ثمنها بضعة دولارات، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، وهو يمهل ولا يهمل واذا اخذ فإنه ياخذ أخذ عزيز مقتدر.