أفغانستان في فيديو ... قصة شعب طرد الإمبراطوريات وانتصر في كافة حروبه (حوار مع أفغاني)

استضاف الإعلامي أسامة أبو ظهير في بودكاست "عربي بوست"، الدكتور حياة الله عتيد المدرب الدولي والمستشار في تنمية المهارات؛ هذا الرجل الأفغاني الذي عاش مراحل متعددة في أفغانستان، بدءًا من اللجوء والعيش تحت الاستعمار، وعاد ليشارك أبناء بلده في بناء وطنهم، متحدثًا في حواره عن أفغانستان بشكل عام، هذا البلد البعيد جغرافيًا عن منطقتنا العربية، لكنه يحمل نفس الدين ونفس الثقافة العربية، وإلى نص الحوار:-
ما سر انتشار الأسماء المركبة بلفظ الجلالة في أفغانستان؟
يعود هذا لكون الشعب الأفغاني مسلمًا بالفطرة ومرتبطًا بالله. كثيرًا ما تختار العائلات أسماء مثل "حياة الله" تيمنًا وفاءً. كما أن هناك تقليدًا لـ "التخلص"، وهو اسم ثانٍ يختاره الشخص لنفسه ليعبر عن صفة أو انتماء، مثل "عتيد" التي تعني "جاهز ومهيأ".
طفولة تحت النار والتهجير
كيف كانت نشأتكم في أفغانستان خلال فترة الحروب السوفيتية؟
كانت فترة صعبة للغاية، تشبه ما يحدث في غزة اليوم. عشنا تحت القصف، وفقدت والدي بسبب الإصابة. كبرنا في غرف طينية باردة، تحت رعاية الوالدة التي كانت تحفزنا على التعليم. درسنا تحت الأشجار، واختبأنا من الطائرات الروسية، وكانت المدارس متنقلة. كانت الأجواء سيئة نفسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، مما دفعنا للهجرة إلى باكستان طلبًا للتعليم، وغالبًا ما كنا نعود سرًا لزيارة الأهل.
نسيج اجتماعي موحد فرقته التدخلات الأجنبية
هل تغلب القبلية على النسيج الاجتماعي الأفغاني، أم هناك ما يجمعهم؟
الأفغان كانوا شعبًا واحدًا، متعايشين رغم الاختلافات العرقية والمذهبية. لكن التدخلات الأجنبية هي التي ضخمت هذه الأمور القبلية، وأدت إلى الاقتتال الداخلي بتمويلات خارجية وخطط لتمزيقنا. مشكلاتنا الرئيسية هي: الجهل والفقر والاختلافات الداخلية، وجميعها تفاقمت بسبب التدخل الأجنبي.
هوية دينية وثقافة راسخة
كيف يتم تربية الأبناء في أفغانستان، وما مدى تأثير الدين والثقافة على هويتهم؟
التربية الأفغانية متجذرة في القيم والمبادئ الدينية. يبدأ الطفل بتعلم مبادئ الدين واللغة العربية في المسجد على يد الإمام. هذه البيئة المحافظة بين البيت والمسجد تشكل شخصية الطفل، حتى لو أصبح مهندسًا أو طبيبًا. الهوية الأفغانية هي هوية دينية، والدين خط أحمر لا يمكن التنازل عنه. الأجانب لم يستطيعوا تغيير هذه العقلية المتأصلة.
ما أهمية اللغة العربية في أفغانستان؟
اللغة العربية مقدسة جدًا لأنها لغة الدين. كل الكتب الدينية في المدارس الأفغانية تدرس باللغة العربية. الأفغان يفهمون العربية جيدًا ويكتبون ويؤلفون بها، رغم أن بعض المشايخ قد يواجهون صعوبة في النطق بسبب قلة الاحتكاك بالبيئة العربية.
ما هو عدد سكان أفغانستان اليوم؟
حوالي 40 مليون نسمة، يتحدثون أكثر من 20 لغة، أبرزها البشتو والداري.
ما هي قصة التعدد في أفغانستان؟
التعدد موجود ومباح في الشرع الإسلامي، وهو يطبق لديهم. تسعى الأسر الأفغانية إلى إحياء السنة وزيادة الذرية، لذلك الأسر كبيرة، وقد تسكن عدة عائلات معًا في منزل كبير لتعزيز القوة الأسرية.
انطباعات الزوار العرب وقضية فلسطين
كيف ينظر الزوار العرب للمجتمع الأفغاني، وما هو انطباعهم؟
الزوار العرب يتأثرون جدًا بكرم وحفاوة الشعب الأفغاني، ويشعرون كأن أفغانستان بلدهم الأول. الأفغان يحبون العرب ويحترمونهم بسبب الأخوة الدينية. للأسف، الصورة الذهنية عن أفغانستان غالبًا ما تشوهها وسائل الإعلام الأجنبية، لكن الواقع مختلف تمامًا. أتمنى أن يزول هذا الوهم ويزور المزيد من العرب أفغانستان ليشاهدوا بأنفسهم.
ما مدى أهمية قضية فلسطين للمجتمع الأفغاني؟
قضية فلسطين هي عقيدة وليست جغرافيا بالنسبة للأفغان. يعشقون فلسطين ويدعون لها، ويقيمون مجسمات لقبة الصخرة لإحياء القضية في نفوس أبنائهم. القضية حاضرة في خطب الجمعة والمناسبات، والشعب الأفغاني لديه عاطفة جياشة تجاه فلسطين، حتى أن بعض الشباب يتمنون الذهاب للقتال هناك.
الاحتلال الأمريكي: تدمير وتغيير للهوية
كيف اختلف الاحتلال الأمريكي عن الاحتلال السوفيتي لأفغانستان؟
كلا الاحتلالين كان شرًا، لكن الاتحاد السوفيتي قام ببعض مشاريع البنية التحتية خلال وجوده. بينما الاحتلال الأمريكي دمر وخرّب ولم يعمل شيئًا لصالح أفغانستان. كلا الاحتلالين حاول القضاء على الهوية والشخصية الدينية الأفغانية.
كيف حاول الاحتلال الأمريكي تغيير ثقافة وهوية الأفغان؟
حاولوا تغيير المناهج التعليمية، فبدلًا من غرس القيم الدينية، أصبحت الدروس عن أشياء مادية. هذا الغزو الثقافي الفكري أخطر من الغزو العسكري، لأنه يؤثر على الأجيال. حاولوا أيضًا نشر الاختلاط ومفاهيم الجندر، وإخراج المرأة للإعلام والرقص، لكن 98% من الشعب الأفغاني يرفضون ذلك. كما ضايقوا كل من يرتدي الزي الأفغاني التقليدي، محاولين دفع الناس لتبني أزياء أخرى.