الجمعة 13 يونيو 2025 06:58 مـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

فيزياء الكون تحت المجهر: هل نحتاج فعلًا إلى الطاقة المظلمة؟

هل الطاقة المظلمة مجرد وهم؟ نظرية جديدة تقلب موازين فهمنا لتوسع الكون

الخميس 12 يونيو 2025 10:46 مـ 16 ذو الحجة 1446 هـ
الطاقة المظلمة
الطاقة المظلمة

منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، سيطرت فرضية الطاقة المظلمة على علوم الكون، باعتبارها التفسير الأكثر قبولًا لسبب تسارع تمدد الكون، لكن الآن، وفي خطوة قد تهزّ الأسس الراسخة للفيزياء الحديثة، يقترح الفيزيائي ريتشارد ليو من جامعة ألاباما في هنتسفيل نموذجًا بديلًا لا يتطلب وجود طاقة مظلمة، ولا حتى انفجارًا عظيمًا كبداية للكون.

بزوغ نظرية التفردات المتعددة

يرتكز النموذج الجديد على فكرة غريبة لكنها جريئة: أن الكون لا يتوسع بفعل قوة تنافرية مجهولة، بل بسبب تفردات زمنية متقطعة تظهر وتختفي فجأة، وتغمر الكون بالمادة والطاقة في نبضات متتالية، هذه التفردات، وفقًا لليو، يمكنها تفسير تشكل البُنى الكونية وثباتها، دون الحاجة إلى المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة.

الطاقة المظلمة تحت الشك مجددًا

في عام 1998، أكد مشروعان مستقلان أن الكون يتوسع بسرعة متزايدة. ولتفسير هذه الظاهرة، ظهرت فرضية «الطاقة المظلمة» التي تُقدّر أنها تشكّل 70% من الكون، ومع ذلك، ورغم مرور أكثر من عقدين، لم تُرصد هذه الطاقة مباشرة، ولم تُعرف طبيعتها الحقيقية.

عالمة الكونيات النظرية كايتي ماك تلخص المعضلة قائلة: "لا يمكننا رؤيتها، ولا نعرف ماهيتها، ولسنا متيقنين حتى من إمكانية وجودها" ما دفع العديد من العلماء لاقتراح نماذج بديلة تعتمد على تعديل قوانين الجاذبية، أو إعادة تفسير تمدد الطاقة الحركية على مستوى كوني.

تفردات لا تخرق قوانين الفيزياء

في حين اقترحت نظريات سابقة مثل «الحالة الثابتة» ظهور مادة وطاقة بشكل مستمر، كانت تعاني من خلل جوهري يتمثل في خرق قانون حفظ الكتلة والطاقة، أما نموذج ليو الجديد، فيفترض أن هذه التفردات المتقطعة تظهر وتختفي من دون خرق للقوانين الفيزيائية المعروفة، وهو ما يمنحها جاذبية علمية كبديل منطقي لنموذج الطاقة المظلمة.

الاختبار الحقيقي في الأفق

حتى الآن، يظل النموذج الجديد فرضية نظرية لا تدعمها أدلة تجريبية ملموسة، شأنها شأن نظريات الطاقة المظلمة، لكن الأمل معقود على تلسكوب نانسي غريس رومان الفضائي، المتوقع إطلاقه عام 2027، إذ صُمم خصيصًا لاستكشاف طبيعة الطاقة المظلمة وتقديم بيانات دقيقة قد تحسم الجدل المستمر منذ عقود.

العلم في مواجهة المجهول

إلى أن يحين موعد إطلاق التلسكوب، يبقى السؤال مفتوحًا: هل التفردات المتقطعة هي فعلاً منبع المادة والطاقة في الكون؟ أم أن الطاقة المظلمة ستظل بلا منافس؟ ما هو مؤكد أن رحلة فهم الكون لم تنتهِ بعد، وأن كل نظرية، مهما بدت خارجة عن المألوف، قد تحمل مفتاح الإجابة الكبرى.

الطاقة المظلمة، توسع الكون، التفردات الزمنية، ريتشارد ليو، جامعة ألاباما، نظرية الكون، الانفجار العظيم، المادة المظلمة، تلسكوب نانسي غريس رومان، تسارع تمدد الكون، فيزياء الجاذبية، الجاذبية بدون كتلة، الحالة الثابتة، الكون المرصود، علم الكونيات