الجمعة 13 يونيو 2025 08:31 صـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

وداعًا للنفط.. مصر ودول الخليج تقتحم ثورة الذكاء الاصطناعي لقيادة الاقتصاد العالمي الجديد

الخميس 12 يونيو 2025 09:20 صـ 16 ذو الحجة 1446 هـ
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

مع سعي دول الخليج العربي إلى التخلص التدريجي من الاعتماد على النفط، يتصدر الذكاء الاصطناعي المشهد كرافعة اقتصادية جديدة تعد بتحولات ضخمة في المنطقة، لكن الطريق نحو اقتصاد رقمي مستدام محفوف بتحديات هيكلية وتنظيمية تستوجب الانتباه.

البيانات.. "النفط الجديد" الذي تعول عليه دول الخليج

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن مستقبل الاقتصاد الخليجي لا يكمن في تصدير النفط فقط، بل في تصدير البيانات، في إشارة واضحة إلى التحول الكبير نحو الاقتصاد الرقمي، من الرياض إلى أبو ظبي، تستثمر الحكومات مبالغ طائلة في الذكاء الاصطناعي، في محاولة لبناء بنية تحتية تقنية متقدمة تعتمد على البيانات.

إمكانات الخليج الفريدة لاستضافة اقتصاد الذكاء الاصطناعي

تتمتع دول الخليج بمزايا تنافسية مثل وفرة رؤوس الأموال، الأراضي الواسعة، والطاقة بأسعار منخفضة، مما يمكّنها من بناء مراكز بيانات ضخمة تدعم تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق عالمي، هذه المقومات تجعل المنطقة مرشحة لتكون مركزًا عالميًا لتطوير واستضافة التكنولوجيا الرقمية.

صناديق الثروة السيادية

تعتبر صناديق الثروة السيادية في الخليج، مثل صندوق الاستثمارات العامة السعودي وصندوق أبو ظبي للاستثمار، المحركات الأساسية في دعم مشاريع الذكاء الاصطناعي، وتشمل الاستثمارات شراكات مع شركات تكنولوجية عالمية، وتوفير تمويل واسع لتقنيات حديثة، مما يربط المنطقة بسلاسل التوريد العالمية في هذا المجال.

التوقيت المثالي للانتقال إلى الاقتصاد الرقمي

تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب العالمي على النفط سيبلغ ذروته قريبًا، ما يجعل الذكاء الاصطناعي خيارًا استراتيجيًا لتحفيز النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية في الخليج، مع توقعات بنمو اقتصادي إضافي يصل إلى 150 مليار دولار حسب تقارير استشارية.

تحديات هيكلية تواجه طموحات الذكاء الاصطناعي في الخليج

رغم الموارد الضخمة، تواجه دول الخليج تحديات عديدة مثل قصور في الاستراتيجيات المتكاملة، المخاطر البيئية المرتبطة بمراكز البيانات، والحاجة لتوجيه الاستثمارات نحو تطبيقات حقيقية في قطاعات الاقتصاد الحيوية، مشاريع ضخمة سابقة مثل "الجيجا" لم تحقق نتائج ملموسة، مما يرفع المخاوف من تكرار الأخطاء.

دمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية الحيوية

تشهد بعض القطاعات مثل النفط في السعودية، والمدن الذكية والمالية في الإمارات، تطبيقات ناجحة للذكاء الاصطناعي، لكن التوسع في مجالات التصنيع والخدمات اللوجستية والطاقة يعد مفتاحًا لتعزيز الابتكار والإنتاجية على المدى الطويل.

بناء المهارات التقنية.. التحدي الأكبر

تحتاج دول الخليج إلى تطوير مهارات تقنية محلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، حيث تشير البيانات إلى فجوات كبيرة في التوظيف والتدريب. كما يتطلب الأمر تحسين الأداء التعليمي في مجالات الرياضيات والعلوم لضمان استدامة النمو التكنولوجي.

الثقة والحوكمة.. أساس نجاح التحول الرقمي

يشكل بناء إطار تنظيمي وبيئي موثوق وعادل عنصرًا أساسيًا لنجاح استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع تحفظات الشركات الأجنبية بشأن الشفافية وحماية البيانات، تعد الحوكمة الرشيدة شرطًا لا غنى عنه لاستضافة مراكز البيانات وتطوير الخدمات الذكية.

الذكاء الاصطناعي في الخليج: ليس نفطًا جديدًا بسهولة

التحول إلى اقتصاد رقمي قائم على الذكاء الاصطناعي ليس مجرد استثمارات مالية ضخمة، بل يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة تشمل التعليم، التشريعات، وتنمية المواهب، نجاح دول الخليج في هذا المجال يعتمد على قدرة المنطقة في بناء ثقة طويلة الأمد وتحقيق تطبيقات فعلية ذات أثر اقتصادي واجتماعي واضح.