الأحد 15 يونيو 2025 07:08 صـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز وشل تدفق النفط العالمي

السبت 14 يونيو 2025 09:34 مـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز
هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز

في خضم تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، عادت التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز إلى الواجهة، ما أثار قلقًا عالميًا من تأثير ذلك على أسواق الطاقة العالمية. عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، اللواء إسماعيل كوثري، أكد أن طهران تدرس "بجدية" خيار إغلاق المضيق، مشيرًا إلى أن القرار سيُتخذ بحزم، إذا استدعى الوضع ذلك.

التحذيرات الإيرانية جاءت عقب هجوم إسرائيلي واسع فجر الجمعة استهدف أكثر من 200 موقع عسكري ونووي داخل إيران، وأسفر عن مقتل عدد من العلماء والقادة العسكريين، وفق الرواية الإسرائيلية. وبررت تل أبيب العملية بامتلاكها معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف على "نقطة اللاعودة".

وردت طهران بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل، مستهدفة منشآت عسكرية، بحسب إعلان الحرس الثوري. ورغم نجاح إسرائيل في اعتراض معظم الصواريخ، إلا أن بعض المناطق، بينها تل أبيب، سجلت أضرارًا مادية ملحوظة.

ويُعد مضيق هرمز أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم، إذ يعبره يوميًا نحو 20 مليون برميل من النفط الخام ومشتقاته، ما يعادل خمس الشحنات العالمية. أي تعطيل لحركته سيؤثر مباشرة على إمدادات الطاقة، ويهدد بارتفاعات حادة في الأسعار.

ومع ذلك، يشكك خبراء في جدوى إغلاق المضيق فعليًا. تقول إلين والد، رئيسة شركة "ترانسفيرسال كونسلتينغ"، إنه "لا توجد فائدة صافية لإيران من تعطيل الملاحة"، محذرة من أن مثل هذا التحرك قد يدفع الصين، المستورد الأول للنفط الإيراني، إلى ممارسة ضغوط اقتصادية قوية على طهران.

وتشير التقديرات إلى أن الصين تشتري أكثر من 75% من صادرات إيران النفطية، وتُعد شريكها التجاري الأكبر، ما يجعل الحفاظ على استقرار الإمدادات أولوية لبكين.

ويرى أنس الحجي، الشريك الإداري في "إنرجي آوتلوك أدفايزرز"، أن إغلاق المضيق سيضر بحلفاء إيران أكثر من خصومها، مؤكدًا أن معظم واردات إيران من السلع اليومية تمر عبر هذا الممر، وأن محاولات تعطيله ستكون لها تداعيات كارثية داخلية.

وأضاف الحجي: "المضيق في معظمه يقع ضمن المياه الإقليمية العمانية، كما أن عرضه لا يسمح لإيران بإغلاقه بالكامل، حتى لو أرادت".

في الاتجاه ذاته، يرى فيفيك دهار، مدير أبحاث السلع والطاقة في بنك الكومنولث الأسترالي، أن "إغلاق المضيق سيكون الملاذ الأخير، وغالبًا ما يرتبط بمواجهة عسكرية مفتوحة مع الولايات المتحدة".

لكن رغم استبعاد كثير من المحللين لهذا السيناريو، إلا أن البعض يعتقد أنه لا يمكن تجاهله. تقول أمينة بكر، رئيسة تحليلات الشرق الأوسط في شركة "كبلر"، إن "إغلاق المضيق احتمال متطرف، لكننا نعيش في ظرف متطرف، ما يجعل من المهم إبقاء كل الخيارات قيد البحث".

ويُعتبر مضيق هرمز شريان النفط العالمي منذ عقود، وقد شكّل ساحة للتوتر بين إيران والغرب في فترات متعددة، كما استخدم كورقة ضغط من طهران في أزمات سابقة، بما فيها حرب أكتوبر 1973، عندما تم وقف تصدير النفط إلى دول داعمة لإسرائيل.

في الوقت الراهن، يبقى تهديد المضيق أداة تصعيد خطيرة، تضع العالم على حافة أزمة طاقة كبرى، في وقت لا يبدو أن النزاع الإيراني الإسرائيلي مرشح للتهدئة القريبة.