الجمعة 20 يونيو 2025 03:25 صـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في اليمن.. والوضع الإنساني يزداد سوءاً

الجمعة 20 يونيو 2025 12:55 صـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
المجاعة في اليمن
المجاعة في اليمن

في تحذير هو الأكثر إلحاحًا منذ سنوات، حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، من أن اليمن يقف على حافة كارثة إنسانية قد تتحول إلى مجاعة واسعة النطاق خلال الأشهر المقبلة، إذا لم يتم توفير الدعم المالي اللازم واستمرار التدخلات الإنسانية المنقذة للحياة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) في بيان نشره على منصة "إكس": إن ملايين اليمنيين يواجهون مستويات مأساوية من الجوع الحاد، في ظل انهيار متواصل في الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن نحو نصف سكان البلاد باتوا غير قادرين على تلبية أبسط احتياجاتهم الغذائية الأساسية.

وأضاف البيان أن خطر ظهور مناطق جغرافية تعاني من مجاعة حقيقية – ما يُعرف بـ"بؤر المجاعة" – أصبح أكثر احتمالًا من أي وقت مضى، محذرًا من أن أي تأخير في تقديم المساعدات الإنسانية قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة. وجاء في البيان تحذير صريح: "علينا أن نتحرك الآن لإنقاذ الأرواح، قبل أن يتحول الجوع إلى موت جماعي."

نقص تمويلي خطير يهدد برامج الإغاثة

وحسب تصريحات المكتب الأممي، فإن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن (YHRP)، التي تمثل العمود الفقري للجهود الدولية الرامية إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في البلد الذي دخل عامه الثامن من الحرب، تعاني من نقص تمويلي حاد للغاية.

وأشارت البيانات إلى أنه حتى منتصف شهر يونيو الجاري، لم تحصل الخطة سوى على 10.5% فقط من إجمالي المبلغ المطلوب البالغ 3.9 مليار دولار، وهو ما يهدد بإيقاف برامج إغاثية حيوية كانت تقدم مساعدات غذائية، ومياه، وخدمات صحية، وتغذية لآلاف العائلات كل يوم.

توقعات كارثية لعام 2025

وتشير التقديرات الأممية إلى أن الوضع قد يتفاقم بشكل أكبر خلال العام القادم، حيث يتوقع أن يعاني أكثر من 17.1 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي في عام 2025، من بينهم 5.1 مليون شخص يعيشون في مستويات "شديدة الخطورة".

وبحسب التقرير، فإن معظم هؤلاء يتركزون في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يعيش نحو 4 ملايين شخص في ظروف غذائية مأساوية، بينما يعاني أكثر من مليون ومئة ألف شخص في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية من نفس المستوى من انعدام الأمن الغذائي.

نداء عاجل للتدخل الدولي

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، وجهت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي للوفاء بتعهداتهم المالية، وزيادة الدعم الطارئ لخطة الاستجابة الإنسانية، مؤكدة أن الوقت لا يزال مواتياً لتجنب كارثة إنسانية جديدة، لكنه ينفد بسرعة.

وحذّر المتحدث باسم المكتب من أن التكلفة الإنسانية لإهمال الوضع ستكون باهظة، ليس فقط على الشعب اليمني الذي عانى من أعوام طويلة من الحرب والفقر وعدم الاستقرار، بل أيضًا على الأمن والسلم الدوليين، حيث قد تؤدي الأزمة إلى تفاقم التوترات الإقليمية وزيادة تدفق اللاجئين والنازحين.

المجتمع الدولي أمام اختبار جديد

ويأتي هذا التحذير في وقت تتعرض فيه الأنظار العالمية لضغوط متزايدة من أزمات إنسانية أخرى في أوكرانيا، وقطاع غزة، وجنوب السودان وغيرها، مما يثير مخاوف من تراجع الاهتمام بالوضع في اليمن رغم خطورته.

وتترقب الأوساط الإنسانية ردود فعل الجهات المانحة والمجتمع الدولي بشكل عام، في ظل دعوات لعقد مؤتمر طارئ لدعم خطة الاستجابة في اليمن، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي قد يفاقم من الأوضاع الصحية والمعيشية للمدنيين.

موضوعات متعلقة