الثلاثاء 24 يونيو 2025 02:36 صـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

لقاح الحزام الناري.. هل يحمي من الخرف؟ دراسة جديدة تفتح آفاقًا غير متوقعة

الإثنين 23 يونيو 2025 11:58 مـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
لقاح الحلأ النطاقي
لقاح الحلأ النطاقي

في تطور علمي لافت، أظهرت دراسة حديثة أجريت في ويلز أن لقاح الحلأ النطاقي، المعروف باسم "الحزام الناري"، قد يلعب دورًا مهمًا في الوقاية من الخرف، وهو ما يفتح الأبواب أمام احتمالات جديدة لعلاج هذا المرض العصبي المعقد.

الحلأ النطاقي، الذي يسببه فيروس الحماق النطاقي المسؤول أيضًا عن جدري الماء، عادةً ما يظهر على هيئة بثور مؤلمة في الجلد لدى البالغين، لا سيما أولئك الذين سبق لهم الإصابة بجدري الماء في مرحلة الطفولة، ويظل هذا الفيروس كامنًا في الجسم سنوات طويلة قبل أن ينشط مجددًا.

هل للفيروسات علاقة بالخرف؟

تشير أبحاث متزايدة إلى وجود رابط بين العدوى الفيروسية الشائعة، مثل الحلأ النطاقي، وتطور أمراض الخرف، خاصة ألزهايمر، عبر تحفيز تكوّن لويحات الأميلويد وتلف الخلايا العصبية، وتبعًا لذلك، يرى العلماء أن اللقاحات المضادة لهذه الفيروسات قد لا تقتصر فوائدها على الوقاية من العدوى فحسب، بل قد تساهم أيضًا في الحماية من الخرف.

وللتحقق من هذه الفرضية، استعان فريق بحثي من جامعة ستانفورد بسجل التلقيح الوطني في ويلز، الذي أتاح لهم فرصة فريدة لدراسة أثر اللقاح.

تجربة طبيعية تثبت العلاقة

استغل الباحثون سياسة توزيع اللقاح في ويلز، والتي حُددت وفق تاريخ ميلاد الأفراد بدقة، فمنذ 1 سبتمبر 2013، أصبح بإمكان جميع المواطنين تحت سن 80 عامًا الحصول على اللقاح، بينما لم يشمل القرار من تجاوزوا هذا العمر، بسبب محدودية الإمدادات.

من خلال تحليل بيانات 282,541 شخصًا من الفئتين، وجد الفريق أن خطر الإصابة بالخرف انخفض بنسبة تصل إلى 20% بين من تلقوا اللقاح مقارنة بغيرهم. ولضمان دقة النتائج، استبعد الباحثون أي شخص شُخص بالخرف قبل عام 2013، ما عزز موثوقية الدراسة.

التأكد من العوامل الأخرى

أظهرت التحليلات أن عوامل مثل المستوى التعليمي، استخدام مسكنات أفيونية، أو الإصابة بأمراض أخرى، لم تختلف جوهريًا بين المجموعتين، ما يثبت أن التباين في معدلات الخرف ناتج عن اللقاح نفسه، وليس بسبب خصائص اجتماعية أو صحية أخرى.

ويُعتقد أن تأثير اللقاح يعود إلى قدرته على منع تنشيط الفيروس الكامن، الذي قد يلحق أضرارًا بالجهاز العصبي مباشرة، أو يحفّز استجابة التهابية عامة في الجسم.

آراء الخبراء

أوضح أنوبام جينا، خبير السياسات الصحية بجامعة هارفارد، أن العدوى المتكررة بفيروس الحماق النطاقي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف، وأضاف: "التأثير قد يعود لسُمية الفيروس المباشرة على الخلايا العصبية، أو لاستجابة التهابية واسعة في الجهاز العصبي، وكلاهما يعزز ترسبات الأميلويد وتجمع بروتين تاو، وهما من السمات الرئيسية لمرض ألزهايمر".

كما أظهرت أبحاث أخرى ارتفاع خطر الخرف لدى الأشخاص الذين تعرضوا لنوبات متكررة من الحلأ النطاقي، بينما أسهمت الأدوية المضادة للفيروسات في تقليل هذا الخطر، وهو ما يعزز فكرة الوقاية المبكرة.

نتائج عالمية ودعوات للمزيد من الأبحاث

وسع الباحثون دراستهم لتشمل بيانات من دول عدة، منها إنجلترا، كندا، أستراليا، ونيوزيلندا، حيث ظهرت مؤشرات وقائية مماثلة، رغم عدم نشر جميع النتائج بعد.

وبينما لا يُمكن اعتبار النتائج قاطعة بشأن العلاقة المباشرة بين لقاح الحزام الناري وتقليل خطر الخرف، فإنها تفتح باب الأمل أمام إمكانية تطوير إستراتيجيات وقائية جديدة، تعتمد على اللقاحات، لمكافحة هذا المرض المعقّد الذي يعصف بملايين الأشخاص حول العالم.

لقاح الحزام الناري، لقاح الحلأ النطاقي، الوقاية من الخرف، الحزام الناري وألزهايمر، الحلأ النطاقي والخرف، فيروس الحماق النطاقي، لقاحات وألزهايمر، أبحاث ألزهايمر، لويحات الأميلويد، خطر الخرف، العلاج باللقاحات، الخرف ولقاح الحلأ النطاقي، تجربة لقاح ويلز، الوقاية من أمراض الجهاز العصبي، أبحاث الخرف الحديثة