الخميس 3 يوليو 2025 05:58 صـ 8 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

محتوى ذكي أم محتوى مزيف؟ تأثير الذكاء الاصطناعي يجتاح الإنترنت

الأربعاء 2 يوليو 2025 10:52 مـ 7 محرّم 1447 هـ



يشهد المحتوى الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تحوّلًا كبيرًا بفعل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة مثل ChatGPT، التي غيّرت بشكل جذري طريقة إنتاج المحتوى وأساليبه، لتفتح آفاقًا واسعة من جهة، وتثير تساؤلات ومخاوف عميقة من جهة أخرى.

تسريع وإثراء المحتوى


ساهمت أدوات الذكاء الاصطناعي في تمكين الأفراد والشركات من إنتاج المقالات والمنشورات والنصوص الإعلانية بسرعة وكفاءة غير مسبوقة، مع تحسين جودة النصوص وصياغتها بدقة أكبر. لكن في المقابل، تسببت سهولة الإنتاج في انتشار المحتوى المكرر والسطحي، ما قد يُضعف تجربة المستخدم ويشوّش المعلومة.

تغييرات لافتة في التواصل الاجتماعي


أتاحت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوير بوتات ذكية قادرة على الرد الفوري على المتابعين وتقديم خدمات دعم العملاء بكفاءة عالية، ما ساهم في رفع معدلات التفاعل. غير أن هذا التفاعل قد يكون زائفًا أو سطحيًا، إذ يفتقر في كثير من الأحيان للصدق الإنساني. ومع القدرة المتنامية للنماذج الذكية على توليد معلومات مضللة بشكل احترافي، تتزايد المخاطر المرتبطة بالمحتوى المزيف، ما يستدعي تطوير آليات رقابية أكثر فعالية.

تحوّلات في المواقع الإلكترونية والمدونات


أصبح الذكاء الاصطناعي أداة أساسية لتحسين محركات البحث (SEO)، عبر اقتراح كلمات مفتاحية وتحليل البيانات وصناعة محتوى موجّه بدقة. وفي حين يساعد ذلك على تعزيز المنافسة، إلا أنه قد يؤدي إلى إغراق الإنترنت بكم هائل من المقالات المولدة آليًا، ما يصعّب على محركات البحث والجمهور تمييز المحتوى الأصيل من المقلد.

انعكاسات اقتصادية واجتماعية


يشهد سوق العمل تغيّرًا ملحوظًا، حيث قد تتراجع الحاجة لبعض الوظائف التقليدية كالدعم الكتابي البسيط، مقابل بروز وظائف جديدة في هندسة التعليمات والتدقيق على المحتوى المولّد. كما يوفّر الذكاء الاصطناعي فرصًا واعدة للشركات الصغيرة لتقليل التكاليف وتقديم محتوى منافس، لكنه يثير أيضًا مخاوف متزايدة حول الخصوصية وأمن البيانات الشخصية.

اتجاهات مستقبلية وتحديات تنظيمية


يتوقع خبراء أن تشهد المرحلة المقبلة اندماجًا أكبر لنماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة داخل تطبيقات التواصل الاجتماعي نفسها، ما سيتيح تفاعلات ذكية وأكثر تخصيصًا. ومع تطور قدرات هذه النماذج على فهم السياق، سيصبح المحتوى أكثر دقة وملاءمة للمستخدم. ومع ذلك، سيظل تنظيم إنتاج وتداول المحتوى الآلي تحديًا كبيرًا يتطلب وضع قوانين وتشريعات جديدة.

خلاصة المشهد الرقمي


يمثل الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT أداة ثورية تُعيد تشكيل عالم المحتوى الرقمي بمنح فرص هائلة لتسريع الإنتاج وتحسين الجودة. لكنه في المقابل يطرح تحديات جدية تمس المصداقية والأصالة والأبعاد الأخلاقية. ويكمن مفتاح النجاح في إيجاد توازن حكيم بين الاستخدام الأمثل والتنظيم المسؤول لهذا التطور التكنولوجي.