الأربعاء 9 يوليو 2025 03:17 صـ 14 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الاردن...مناقشة دور الجنوب في العملية السياسية اليمنية

الأربعاء 9 يوليو 2025 12:00 صـ 14 محرّم 1447 هـ
مناقشة دور الجنوب في العملية السياسية اليمنية في الاردن
مناقشة دور الجنوب في العملية السياسية اليمنية في الاردن

عقدت الجولة الرابعة من الحوار بين المكونات السياسية الجنوبية في العاصمة الأردنية عمان، في الفترة ما بين 5 إلى 7 يوليو 2025، برعاية "المعهد الأوروبي للسلام"، بمشاركة مجموعة واسعة من الشخصيات والقيادات السياسية والمدنية الجنوبية، ضمن جهود مستمرة لتعزيز التفاهم الداخلي وتوحيد الرؤى حول القضايا الوطنية الملحة.

وضمّت المشاركة في هذا الحوار الذي يُعد منصةً للتشاور والحوار البنّاء، ممثلين عن عدد من أبرز القوى والكيانات السياسية والمجتمعية في الجنوب، ومنها: الائتلاف الوطني الجنوبي، حركة النهضة للتغيير السلمي، الحراك الثوري الجنوبي، الحراك المشارك، تحالف أبناء شبوة، مجلس شبوة الوطني، مجلس حضرموت الوطني، لجنة أبناء المهرة، بالإضافة إلى مجموعة "جنوبيات من أجل السلام" التي مثلت صوت المرأة الجنوبية في هذا المحفل.

حالة البلاد وتحديات الواقع المعيشي والأمني

استعرض المشاركون خلال الجلسات المغلقة والعامة، الوضع السياسي والاقتصادي والأمني المتردي الذي يمر به اليمن عموماً، ومحافظات الجنوب خصوصاً، مشيرين إلى تفاقم الأزمات المعيشية وتدهور الخدمات الأساسية، بما فيها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إضافة إلى حالة الانفلات الأمني التي تشهدها العاصمة عدن وعدد من المحافظات الجنوبية الأخرى.

ودعا المجتمعون مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والسلطات المحلية إلى تحمل مسؤولياتها بشكل فوري ودون تأخير، مؤكدين ضرورة اتخاذ خطوات عملية لإصلاح الأوضاع الخدمية والمعيشية، وإعادة هيكلة السلطات المحلية التي ساهمت أداؤها المتردي في تفاقم الوضع العام. وحذروا من مخاطر استمرار حالة التدهور دون معالجة شاملة وجذرية، والتي قد تؤدي إلى انهيار كامل في بعض القطاعات الحيوية.

رفض العنف واستخدام القوة كوسيلة لتحقيق المكاسب السياسية

وفي سياق متصل، أكد المشاركون رفضهم القاطع للاعتداءات والاعتقالات التعسفية والإخفاء القسري الذي طال شخصيات سياسية ودينية واجتماعية في عدن، كما عبروا عن رفضهم استخدام العنف أو القوة المسلحة كوسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو فرض واقع سياسي على أي منطقة أو محافظة.

وجددوا رفضهم لما ورد في الأيام الماضية من تهديدات باستخدام القوة العسكرية ضد أبناء حضرموت ، مشيرين إلى أن ذلك يُعد انتهاكاً صارخاً لقواعد العمل السياسي ويهدد تماسك النسيج المجتمعي، داعين جميع الأطراف إلى اعتماد الحوار كسبيل وحيد لحل الإشكاليات.

دعم ثورة النساء ورفض القمع والترهيب

وفي خطوة لافتة، أعرب المشاركون عن تأييدهم الكامل لثورة النساء في عدن وأبين ولحج ، اللواتي خرجن في مظاهرات أسبوعية للمطالبة بتحقيق سبل العيش الكريم وتوفير الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصحة وتعليم ورواتب. وقد أدانوا بشدة عمليات القمع والاعتقالات التعسفية التي طالت بعض المتظاهرات، وأكدوا رفضهم لجميع أشكال الترهيب والتهديد والإيذاء الجسدي والنفسي الذي تعرضن له.

وشدد المجتمعون على أهمية حماية النساء والناشطات من أي انتهاكات أو مضايقات ، وضرورة احترام حقوقهن في حرية التعبير والتجمع السلمي، وطالبوا الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتلبية مطالب النساء المشروعة، مع التأكيد على أسفهم من عدم اهتمام المجتمع الدولي الكافي بهذه الثورة النسوية المهمة.

الاتفاق على إطلاق منصة سياسية جنوبية مشتركة

اتفق المشاركون من حيث المبدأ على إنشاء منصة سياسية جنوبية موحدة تضم كل المكونات المشاركة في الحوار، بهدف تعزيز التشاور والتنسيق المشترك، واتفقوا على متابعة هذا الملف في الاجتماعات القادمة لتطوير آليات عمل المنصة وتحديد أهدافها الاستراتيجية.

بحث دور الجنوب في العملية السياسية ومساندة المجتمع الدولي

وناقش المجتمعون سبل تعزيز مشاركة الجنوب في العملية السياسية الشاملة في اليمن ، وكيفية إيصال موقف الجنوب إلى الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، مع التأكيد على ضرورة قيام دول الجوار والمجتمع الدولي بدورٍ بنّاء في دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في اليمن.

إطلاق رؤية جنوبية للإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني

اتفق المشاركون على ضرورة إعداد رؤية موحدة للإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني في الجنوب، تأخذ في الاعتبار التحديات الراهنة التي تواجه المجلس الرئاسي والحكومة، إضافة إلى الوضع المتردي في بعض المحافظات الجنوبية، وتم تشكيل فريق عمل لتقديم ورقة مقترحة حول هذه الرؤية سيتم مناقشتها في وقت قريب.

وتهدف هذه الرؤية إلى تطوير النظام السياسي وتحقيق المصالحة الوطنية مع التركيز على ضرورة المحاسبة ومحاربة الفساد، وتعزيز الشفافية والعدالة في توزيع الموارد.

التركيز على الإصلاح الاقتصادي المتوازن ومخاطر تعويم الدولار الجمركي

كما ناقش الحاضرون ملف الإصلاح الاقتصادي، وأكدوا ضرورة تنفيذه بشكل تدريجي ومتوازن يأخذ في الاعتبار الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الجنوبي واليمني عموماً، وشددوا على أهمية إيداع إيرادات الدولة بمختلف مصادرها في البنك المركزي ، محذرين من مخاطر قرار تعويم الدولار الجمركي الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وبالتالي المزيد من التفكك الاجتماعي والسياسي.

توحيد التشكيلات العسكرية تحت إطار الدولة

وفي الجانب الأمني، أكد المشاركون على أهمية توحيد التشكيلات العسكرية والأجهزة الأمنية تحت مؤسستي الدفاع والداخلية وفقاً لـ"اتفاق الرياض"، ورفض أي وجود لتشكيلات مسلحة خارج إطار القانون والدولة.

لقاءات ثنائية مع ممثلي المجتمع الدولي

كما ثمن المشاركون اللقاء المهم الذي جمعهم مع عدد من سفراء وممثلي الدول والمنظمات الدولية المعنية بالشأن اليمني ، ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، هولندا، ومكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، حيث تم تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في اليمن والجنوب بشكل خاص.

وأكد المجتمعون أن هذه اللقاءات ساهمت في تقريب وجهات النظر وتسليط الضوء على القضايا الجوهرية التي تهم الشعب الجنوبي، وشددوا على ضرورة مواصلة التنسيق مع الشركاء الدوليين لدفع عملية السلام وتحقيق التنمية والاستقرار في المنطقة.