الثلاثاء 15 يوليو 2025 02:16 صـ 20 محرّم 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

مواطن في تعز ينتظر تعبئة ”دبة ماء” في مشهد مؤثر.. والأزمة الإنسانية تدق أبواب المدينة

الثلاثاء 15 يوليو 2025 12:00 صـ 20 محرّم 1447 هـ
المواطن
المواطن

أثارت صورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي لحظة إنسانية مؤثرة في مدينة تعز، وسط غياب تام لخدمات المياه الأساسية، حيث ظهر فيها مواطن وهو يجلس على جانب الطريق في انتظار تعبئة "دبة ماء"، في مشهد بات رمزًا لمعاناة الآلاف من سكان المدينة بسبب أزمة المياه الخانقة التي لم تشهد لها مثيلاً في السنوات الأخيرة.

وتظهر الصورة الرجل متعبًا ومُرهقًا، وقد وضع يده على رأسه في مشهد يعكس الحالة النفسية والجسدية الصعبة التي يعيشها، بينما يترقب دوره بفارغ الصبر لتعبئة كمية محدودة من الماء، في ظل الازدحام والمنافسة الشديدة على أدنى مصادر المياه.

وأصبح هذا المشهد اليومي جزءًا من واقع الحياة في تعز، حيث يضطر السكان إلى قضاء ساعات طويلة في طوابير الانتظار أو التنقل بين الأماكن المختلفة بحثًا عن الماء، وذلك بأسعار تجاوزت في بعض الأحيان قدرة الكثيرين، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي وتراجع دخل الأسرة اليومية.

ويعود تفاقم أزمة المياه في المدينة إلى تراكمات عديدة، منها تدمير البنية التحتية جراء سنوات النزاع، وانهيار قطاع الكهرباء الذي يؤثر بشكل مباشر على ضخ المياه، إضافة إلى نقص التمويل وغياب الحلول الجذرية من قبل الجهات المعنية.

ورغم النداءات المتكررة من منظمات إنسانية وشخصيات اجتماعية في المدينة، إلا أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مما يزيد من معاناة السكان ويزيد من حدة الاحتقان في أوساطهم.

وأعادت الصورة المتداولة التذكير بمعاناة المواطنين في تعز، وسلطت الضوء مجددًا على الوضع الإنساني المتأزم في المدينة، التي كانت تُعد من أكثر مدن اليمن حيوية ونشاطًا قبل اندلاع الحرب. وطالبت أصوات متعددة داخل المدينة وخارجها بضرورة التحرك السريع والعاجل لإنقاذ الوضع قبل أن يتفاقم أكثر، وتقع كارثة إنسانية لا تُحمد عقباها.

ويُذكر أن تعز تعاني من أزمات متعددة تشمل الكهرباء والصحة والتعليم، لكن أزمة المياه تبقى الأشد تأثيرًا على حياة الناس اليومية، لما لها من تأثير مباشر على الصحة العامة وحياة الأسر والمجتمع بأكمله.