برنامج الأغذية العالمي يُعلّق أنشطة الوقاية من سوء التغذية في مناطق سيطرة الحوثيين بسبب نقص التمويل

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق جميع أنشطته الخاصة ببرامج الوقاية من سوء التغذية في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي في اليمن، وذلك نتيجة استمرار الأزمة المالية الحادة التي يعاني منها البرنامج، والتي أدت إلى شح حاد في التمويل اللازم لاستمرار هذه المشاريع الحيوية.
وأوضح البرنامج في تقرير حديث له أن "استمرار نقص التمويل أجبره على تعليق برنامج الوقاية من سوء التغذية في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي"، مشيراً إلى أن هذا القرار سيؤثر بشكل مباشر على عشرات الآلاف من الفئات الأكثر ضعفاً، ومن بينهم الأطفال دون سن الخامسة، والنساء الحوامل والمرضعات، الذين يعتمدون على هذه البرامج للحفاظ على صحتهم وسلامتهم الغذائية.
وحذر التقرير من أن برنامج الوقاية من سوء التغذية يواجه "خطر الانقطاع التام للمساعدات" في منطقة العمليات الإنسانية شمال اليمن بحلول نهاية يوليو/تموز الجاري، في حال لم يتم سد الفجوة التمويلية العاجلة.
ولفت إلى أن توقف هذه البرامج سيُسهم في تفاقم الأزمة الإنسانية القائمة أصلاً، ويزيد من احتمالات انتشار سوء التغذية الحاد بين الأطفال، ما قد يؤدي إلى تداعيات صحية خطيرة على المدى القريب والبعيد.
وأشار البرنامج إلى أنه، نتيجة لهذا التعليق، ستتولى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مسؤولية إدارة حالات سوء التغذية الحاد المعتدل عالية الخطورة في المديريات ذات الأولوية التي كان يغطيها برنامج الأغذية العالمي سابقاً، في محاولة للحفاظ على استمرارية تقديم الخدمات الأساسية، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المنظمات الإنسانية.
ويأتي هذا القرار بعد أقل من يومين من إعلان برنامج الأغذية العالمي استئناف توزيع المساعدات الغذائية الطارئة في مناطق سيطرة سلطة صنعاء، بعد توقف دام نحو ثلاثة أشهر بسبب أزمة تمويل حادة.
ورغم هذه العودة الجزئية للمساعدات الغذائية، لا يزال البرنامج يواجه صعوبات بالغة في تغطية احتياجات السكان المتضررين من الحرب والانهيار الاقتصادي، خصوصاً في ظل تزايد عدد المحتاجين إلى الدعم الغذائي في جميع أنحاء البلاد.
ويُقدّر أن أكثر من 17 مليون يمني يعيشون في حالة انعدام أمن غذائي، ويعتمدون بشكل كلي أو جزئي على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
ويحذّر خبراء من أن أي توقف في تدفق المساعدات قد يؤدي إلى تدهور متسارع في الأوضاع الإنسانية، وزيادة في معدلات الوفيات، خصوصاً بين الأطفال.
ودعا برنامج الأغذية العالمي المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى التحرك العاجل لتقديم التمويل اللازم لضمان استمرارية البرامج الإنسانية المنقذة للحياة، مؤكداً أن "كل يوم تأخير في الدعم المالي يهدد حياة آلاف الأطفال والنساء في اليمن".