اشتباكات دامية في كشمير.. مقتل 3 مسلحين أجانب في تبادل إطلاق نار مع قوات الأمن الهندية

قَتلت قوات الأمن الهندية صباح اليوم الاثنين ثلاثة مسلحين يُشتبه في انتمائهم لجماعات متمردة خلال اشتباكات كشمير المسلحة التي اندلعت داخل منطقة محمية طبيعية في جبال داشيجام، الواقعة بالقرب من مدينة سريناجار، العاصمة الصيفية للإقليم المتنازع عليه.
وأعلنت السلطات الأمنية الهندية أن العملية لا تزال جارية حتى لحظة كتابة هذا التقرير، مشيرة إلى أن المسلحين القتلى يحملون جنسيات أجنبية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن هويتهم أو الدولة التي قدموا منها. وقد أكد مصدر أمني محلي أن الاشتباك وقع أثناء تنفيذ القوات الهندية عملية تمشيط أمني واسعة تستهدف عناصر خارجة عن القانون داخل الغابات الكثيفة في المنطقة الجبلية.
خلفيات تاريخية تؤجج الميدان
تشهد اشتباكات كشمير تصاعدًا مستمرًا منذ عقود، حيث يطالب العديد من سكان الإقليم، الذي تسكنه أغلبية مسلمة، إما بالانفصال عن الهند أو بالانضمام إلى باكستان. الإقليم يشهد توترًا متقطعًا بين الجارتين النوويتين منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، ما يجعله واحدًا من أكثر المناطق حساسية في العالم.
وجاءت هذه العملية العسكرية بعد شهور من حادث دموي هز المنطقة في باهالجام، عندما قُتل 26 شخصًا أغلبهم من السياح الهندوس إثر هجوم مسلح تبنته إحدى الجماعات الانفصالية، مما أدى إلى تصعيد خطير بين الهند وباكستان، استدعى تدخلًا مباشرًا من الولايات المتحدة.
التوتر الإقليمي يعود للواجهة
تكرار اشتباكات كشمير يعيد الملف الأمني والسياسي للواجهة مجددًا، خاصة مع احتمالات عودة التصعيد بين الهند وباكستان. وقد أشار مراقبون إلى أن الوضع في الإقليم لا يزال هشًا، رغم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية في مايو الماضي.
ورغم الهدنة المعلنة، إلا أن الخروقات الحدودية والهجمات المتبادلة لم تتوقف بشكل كامل، وهو ما يهدد بإشعال موجة جديدة من العنف. وقد سبق أن عبّرت الأمم المتحدة عن قلقها من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في كشمير، داعية إلى ضبط النفس وتحقيق حل سياسي سلمي.
صمت باكستان وردود فعل محلية
حتى الآن، لم تُصدر باكستان أي تعليق رسمي بشأن اشتباكات كشمير الأخيرة، بينما أكد مسؤولون هنود أن عمليات الجيش مستمرة للقضاء على من وصفوهم بـ"العناصر الإرهابية المدعومة من الخارج". وتشير التقارير إلى أن الحكومة الهندية تنفذ حملة أمنية مشددة تشمل الاعتقالات والمراقبة الإلكترونية للحد من العمليات المسلحة في الإقليم.
في المقابل، عبر عدد من النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان عن قلقهم من أن تؤدي العمليات الأمنية الواسعة إلى انتهاكات تطال المدنيين الأبرياء، خصوصًا في المناطق الريفية المعزولة.
مستقبل كشمير.. في مهب رياح العنف
لا تزال اشتباكات كشمير تشكّل تهديدًا دائمًا لاستقرار جنوب آسيا، حيث أن فشل الأطراف المتصارعة في الوصول إلى تسوية سياسية عادلة يضع الإقليم أمام خيارين أحلاهما مر: الاستمرار في دوامة العنف أو الوقوع تحت تهديد حرب إقليمية شاملة.
ويأمل المراقبون الدوليون أن تسهم الضغوط الأممية والوساطات الدبلوماسية في تهدئة الوضع، لا سيما في ظل التغيرات السياسية في الهند وباكستان والتي قد تفتح بابًا جديدًا للمفاوضات في المستقبل القريب.