زلزال كامتشاتكا العنيف يتسبب في إجلاءات وتحذيرات تسونامي في اليابان والولايات المتحدة

ضرب زلزال كامتشاتكا العنيف، الذي بلغت قوته 8.8 درجات على مقياس ريختر، سواحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا يوم الأربعاء، وتسبب في حالة طوارئ واسعة النطاق شملت مناطق مختلفة من العالم، أبرزها اليابان والولايات المتحدة. وقع الزلزال على عمق 18 كيلومتراً، مما يجعله ضحلاً نسبياً، وهو ما زاد من قوة موجات التسونامي الناتجة عنه، والتي بلغ ارتفاعها ما بين 3 إلى 4 أمتار، وفق ما أعلنه وزير الطوارئ الروسي سيرغي ليبيديف.
وأكّد حاكم كامتشاتكا، فلاديمير سولودوف، أن الزلزال يُعد الأقوى في تاريخ المنطقة منذ أكثر من سبعين عاماً، مشيراً إلى أن البنية التحتية تأثرت بشدة، بما في ذلك تضرر روضة أطفال في مدينة بتروبافلوفسك كامتشاتسكي، وهي من أكثر المناطق تأثراً بالكارثة.
تسونامي يجتاح بلدة روسية وإصابات خلال الإجلاء
اجتاحت ثلاث موجات تسونامي بلدة سيفيرو-كوريلسك الروسية، والتي يسكنها نحو ألفي شخص. وقد تسببت الموجة الثالثة في دمار كبير بالبنية التحتية للميناء، وأدت إلى انجراف عدة سفن إلى عرض البحر. ووفق وكالة "تاس" الروسية الرسمية، فإن أضراراً مادية كبيرة لحقت بالمنطقة، بينما سجلت بعض الإصابات الطفيفة بين السكان خلال عمليات الإخلاء، من بينها امرأة قفزت من نافذة في حالة من الذعر.
وأشار وزير الصحة في الإقليم، أوليغ ميلنيكوف، إلى أن جميع المصابين في حالة مستقرة، مؤكداً أن التدابير الصحية مستمرة تحسباً لأي طارئ، لا سيما مع استمرار الهزات الارتدادية المتوقعة بعد زلزال كامتشاتكا العنيف.
اليابان تستنفر وتحذر من موجات مد عالية
في اليابان، وصلت أولى موجات التسونامي الناتجة عن زلزال كامتشاتكا العنيف إلى مدينة نيمورو الواقعة في شمال شرق جزيرة هوكايدو، حيث بلغت الموجة الأولى ارتفاعاً قدره 30 سنتيمتراً. لكن هيئة الأرصاد اليابانية حذرت من إمكانية وصول موجات لاحقة يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار، ما دفع السلطات إلى إصدار أوامر إخلاء شملت مناطق ساحلية تمتد من هوكايدو شمالاً إلى واكاياما جنوباً.
كما أعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية عن إخلاء جميع العاملين من محطة فوكوشيما دايتشي النووية كإجراء احترازي، في ظل ذكريات مأساوية تعود إلى كارثة عام 2011 التي سببتها موجات تسونامي هائلة.
الولايات المتحدة ترفع التحذير إلى أقصى مستوياته
امتدت تبعات زلزال كامتشاتكا العنيف إلى الولايات المتحدة، حيث وُضعت هاواي وأجزاء من ألاسكا تحت أقصى مستوى من التحذير من تسونامي. ودعت السلطات الأمريكية المواطنين في المناطق الساحلية إلى التوجه الفوري نحو المناطق المرتفعة. وفي الوقت نفسه، فُرضت تحذيرات أقل شدة في ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن، بسبب احتمال تشكل تيارات بحرية قوية وأمواج خطرة.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا المواطنين إلى الحفاظ على سلامتهم، مشدداً على ضرورة اتباع التعليمات الرسمية عبر منصات التواصل الاجتماعي. وفي هاواي، تسببت التحذيرات في ازدحام مروري خانق، لا سيما في جزيرتي أواهو وماوي، حيث حاول السياح والسكان المحليون الوصول إلى أماكن أكثر أماناً.
توقعات بهزات ارتدادية قوية على مدى شهر
أكدت هيئة الجيوفيزياء الروسية أن الهزات الارتدادية الناتجة عن زلزال كامتشاتكا العنيف قد تستمر لأكثر من شهر، وقد تصل شدتها إلى 7.5 درجات. وتُشير التحذيرات إلى احتمالية وقوع زلازل ثانوية تؤثر على مناطق مجاورة، مع استمرار خطر التسونامي في بعض المناطق الساحلية.
وأشارت عالمة الزلازل الدكتورة لوسي جونز إلى أن تأثير التسونامي سيظهر بشكل أكبر في الموانئ والممتلكات الواقعة على السواحل، ولكن من غير المتوقع حدوث خسائر بشرية كبيرة في أمريكا. كما قد تشهد بعض المناطق في كاليفورنيا موجات مد تتراوح بين 30 إلى 60 سنتيمتراً، وهي كافية لإحداث أضرار جزئية.