الإثنين 11 أغسطس 2025 11:52 صـ 17 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

الارهابي يوسف حسن المداني… الذراع الميدانية لإيران في اليمن وأحد أخطر عقول الحرب لمليشيات الحوثي (2-20)

الإثنين 11 أغسطس 2025 11:58 صـ 17 صفر 1447 هـ
الارهابي يوسف حسن المداني… الذراع الميدانية لإيران في اليمن وأحد أخطر عقول الحرب لمليشيات الحوثي (2-20)

الارهابي يوسف حسن المداني يعد أحد أبرز القادة العسكريين في مليشيات الحوثي الارهابية يظل اسمه حاضر في كل جبهة اشتعلت فيها الحرب داخل اليمن منذ انقلاب 2014 ولد في محافظة صعدة في بيئة مذهبية ضيقة التأثير لكنها شديدة الارتباط بالفكر الطائفي الحوثي منذ الصغر انخرط مبكرا في صفوف المليشيات خلال الحروب الست ضد الدولة بين 2004 و2010 وكان ضمن النواة العسكرية التي تلقت تدريبات خاصة في جبال صعدة قبل أن يتم إرساله لاحقا إلى لبنان للتأهيل العسكري على يد خبراء من حزب الله والحرس الثوري الايراني ليصبح واحد من أكثر القادة ولاء لنظام ايران وذراعها العسكري الارهابية في اليمن.

ومنذ انقلاب المليشيات الحوثية على مؤسسات الدولة في صنعاء عام 2014 تولى المداني مهام قيادية حساسة أبرزها الإشراف على جبهة الساحل الغربي وقيادة العمليات العسكرية في محافظة الحديدة وهي المعركة التي اتسمت باستخدامه أسلوب حرب العصابات داخل المدن وتجنيد المئات من الأطفال والشباب بالقوة فضلا عن زرع آلاف الألغام في الأحياء السكنية والمزارع ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين كما ان المداني كان يشرف شخصيا على غرف عمليات مموهة داخل أحياء مكتظة بالمدنيين مستفيد من الإمدادات الإيرانية التي كانت تصل عبر سفن تهريب محمية بشبكات معقدة من الوسطاء.

لم يقتصر دوره على الحديدة وانتقل لاحقا إلى جبهات مأرب والجوف والبيضاء وأدار هجمات متزامنة بهدف استنزاف قوات الجيش الوطني وفرض واقع ميداني يمكن المليشيات من تحسين موقعها التفاوضي في أي محادثات سلام كما أن المداني كان مسؤول مباشر عن استقدام خبراء صواريخ من إيران وحزب الله إلى مناطق سيطرة المليشيات لتطوير قدرات المليشيا على إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي استهدفت مواقع داخل اليمن وخارجه بما في ذلك الأراضي السعودية.

ارتبط اسم يوسف المداني بعدد من الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي وثقتها منظمات محلية ودولية منها الإعدامات الميدانية بحق أسرى الحرب وعمليات الاختطاف والتعذيب التي طالت معارضين مدنيين، كما استخدام النساء والأطفال كدروع بشرية في المعارك وهو ما اعتبرته تقارير الأمم المتحدة انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وكان يشرف على حملات تهجير قسري لسكان قرى في أطراف الحديدة وصعدة بهدف إحكام السيطرة على المناطق وفرض واقع ديمغرافي يخدم مصالح المليشيات الحوثية على المدى الطويل علاقته بإيران ليست مجرد تنسيق سياسي أو دعم لوجستي وانما ارتباط عضوي يقوم على الثقة المتبادلة وكان من أوائل العناصر الحوثية الذين تلقوا تدريبات ميدانية متقدمة في إيران منذ بدايات التمرد وهو من الشخصيات التي تعتمد عليها طهران لإدارة المعارك المعقدة خصوصا التي تتطلب توازن بين الضغط العسكري والمكاسب السياسية كما أن المداني على صلة مباشرة بمسؤولي الحرس الثوري الإيراني ويعد حلقة وصل بين القيادة الحوثية في صنعاء والخبراء العسكريين الإيرانيين في الميدان.

ويحتفظ المداني بتحالفات قوية مع قيادات المليشيات الحوثية النافذة مثل عبد الخالق الحوثي ومحمد علي الحوثي وهو ما مكنه من الحفاظ على موقعه في قمة الهرم العسكري للمليشيات رغم المنافسات الداخلية وهذه التحالفات منحته القدرة على إدارة الملفات بعيدا عن الصراعات الجانبية كما ساعدته على تعزيز نفوذه في الأوساط القبلية عبر شبكات ولاء مبنية على الترغيب والترهيب.

ويمثل يوسف حسن المداني واحد من أخطر القادة الحوثيين على اليمن والمنطقة نظرا لخبرته العسكرية الطويلة وولائه المطلق لإيران ودوره المحوري في تطوير القدرات القتالية للمليشيات وسجله الحافل بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فمسيرته الممتدة من جبال صعدة إلى شواطئ الحديدة وصحاري مأرب ليست سوى سلسلة من الجرائم المنظمة التي تستهدف بقاء المليشيات الحوثية كقوة مهيمنة على حساب أمن اليمن واستقراره وتهدد كذلك الأمن الإقليمي من خلال فتح الباب أمام مزيد من التدخل الإيراني في المنطقة.

موضوعات متعلقة