الحوثيون يعلنون ”انتصارًا” جديدًا… هذه المرة على الإنترنت الفضائي بصنعاء

في مشهد يبدو وكأنه جزء من "دفتر الإنجازات" الذي تحب مليشيات الحوثي أن تسطره، أعلنت الجماعة في صنعاء عن مصادرة عدد من أجهزة ومعدات الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، مدعية أن هذه التكنولوجيا الحديثة ليست إلا أداة تجسس بيد خصومها.
البيان، الذي بثته النسخة الحوثية من وكالة سبأ، نقل عن "مصدر أمني" أن هذه الأجهزة المضبوطة "تستخدم لأغراض تجسسية"، وأن الحكومة المعترف بها دوليًا في عدن، أو ما تصفها الجماعة بـ"حكومة الخونة"، هي من رخصت لهذه الأجهزة، في "انتهاك صارخ لسيادة الجمهورية اليمنية"، على حد وصفها.
التجسس... التهمة الجاهزة
وفق رواية الحوثيين، فإن الحكومة الشرعية سعت لتهريب أجهزة "ستارلينك" إلى مناطق سيطرة الجماعة "خدمة للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية وأنشطتها المعادية"، بل ووفرتها عبر نقاط بيع في المحافظات المحررة.
ولم يفت البيان أن يكرر التحذيرات المعتادة من "خطورة" هذه الأجهزة، واعتبار امتلاكها "جريمة تخابر".
ومنذ أشهر، فرضت المليشيات حظرًا صارمًا على شراء أو استخدام "ستارلينك" في مناطق سيطرتها، مبررة ذلك بمخاوف أمنية. غير أن ناشطين يمنيين يرون أن السبب الحقيقي هو سعي الجماعة إلى إحكام سيطرتها على تدفق المعلومات، ومنع المواطنين من الوصول إلى إنترنت مفتوح يصعب مراقبته أو حجبه.
وبينما تحتفي المليشيات بما تعتبره "إنجازًا أمنيًا"، يرى مراقبون أن الأمر لا يعدو كونه حلقة جديدة في مسلسل التضييق على الحريات، حيث يتحول الإنترنت الفضائي، في خطاب الحوثيين، من أداة تواصل عالمية إلى "خطر تجسسي داهم"، في تبرير لم يعد يثير سوى ابتسامات ساخرة لدى كثير من اليمنيين.
تدشين الخدمة رسميًا في عدن
والثلاثاء الماضي، أعلنت المؤسسة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، عن إطلاق خدمات الإنترنت الفضائي "ستارلينك" في عدة محافظات يمنية، لتوفير اتصال عالي السرعة يلبي احتياجات المواطنين والمؤسسات.
وأعلنت المؤسسة، من العاصمة المؤقتة عدن، عن بدء المرحلة الأولى لتوزيع أجهزة "Starlink Standard Kit Gen3 V4" بسعر 500 دولار أمريكي، مع طرح باقات متنوعة تناسب مختلف الاحتياجات، تشمل: باقة 40 جيجابايت بسعر 47 دولارًا، باقة 1 تيرابايت بـ135 دولارًا، باقة 2 تيرابايت بـ265 دولارًا، وباقة 6 تيرابايت بـ800 دولار. وأكدت أن هذه الباقات صُممت لتوفير إنترنت موثوق وعالي السرعة في جميع أنحاء الجمهورية.
وحددت المؤسسة، في بيان طالعه "المشهد اليمني"، نقاط بيع معتمدة في ست محافظات رئيسية لتسهيل الوصول إلى الخدمة. ففي عدن، يمكن للراغبين زيارة فندق ميرا في خور مكسر أو فندق الهملايا في المنصورة. وفي حضرموت، تتوفر الأجهزة في المكلا قرب أبراج بن محفوظ وفي سيئون بجوار فندق الرشيد. أما في المهرة، فتتواجد نقطة البيع في الغيضة بجوار فندق الخليج، وفي شبوة بمدينة عتق قرب أبو عرب للتجارة، وفي مأرب بفندق برج موك، وفي تعز بجولة الإخوة على طريق صنعاء-تعز.
وأشارت المؤسسة إلى أن هذه النقاط تمثل المرحلة الأولى فقط، مع خطط لتوسيع شبكة التوزيع لتشمل محافظات أخرى في المستقبل القريب. ودعت المواطنين والجهات الراغبة في الحصول على الخدمة إلى زيارة نقاط البيع المعتمدة لشراء الأجهزة وتفعيل الباقات، مؤكدة التزامها بتوفير تجربة اتصال متطورة تدعم التنمية الرقمية في اليمن.
وأضافت المؤسسة أن إطلاق خدمات "ستارلينك" يهدف إلى سد الفجوة الرقمية في المناطق النائية، وتعزيز قدرة المواطنين والشركات على التواصل مع العالم الخارجي. كما أكدت أن هذه الخطوة تأتي في إطار رؤية وطنية لتحسين البنية التحتية للاتصالات، مما يعزز مكانة اليمن في العصر الرقمي.