الثلاثاء 12 أغسطس 2025 04:24 مـ 18 صفر 1447 هـ
المشهد اليمني
رئيس التحرير عبد الرحمن البيل
Embedded Image
×

ازدهار التجارة الإلكترونية يُسهم في انتشار الأدوية المزورة.. تهديد عالمي للصحة العامة

الثلاثاء 12 أغسطس 2025 04:42 مـ 18 صفر 1447 هـ
ازدهار التجارة الإلكترونية
ازدهار التجارة الإلكترونية

في ظل النمو السريع للتجارة الإلكترونية وانتشار المواقع الإلكترونية غير الخاضعة للرقابة، ظهر تحدي صحي واقتصادي كبير يتمثل في انتشار سوق الأدوية المزورة. هذه الظاهرة باتت تهدد حياة الملايين حول العالم، مع وجود صعوبة في مراقبتها بسبب تنامي الشراء عبر الإنترنت من مصادر غير رسمية.

ما هي الأدوية المزورة ولماذا تشكل خطراً؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، تُعرف الأدوية المزورة بأنها تلك التي تُزيف هويتها، تركيبها، أو مصدرها بشكل متعمد. قد تحتوي على جرعات غير صحيحة من المادة الفعالة، أو مواد غير صالحة، أو قد تخلو تمامًا من أي مكون فعّال.
وفي بعض الحالات، تُعاد تعبئة أدوية منتهية الصلاحية أو تُباع عبر قنوات غير قانونية، ما يجعلها أدوية غير آمنة وغير معتمدة.

تأثير الأدوية المزورة على الصحة العامة

تشكل هذه الأدوية خطراً كبيراً على الصحة، إذ قد تؤدي إلى تسمم أو فشل العلاج أو حتى زيادة مقاومة الميكروبات للأدوية، وهو ما يزيد من صعوبة علاج الأمراض.
مثال واضح على ذلك هو وفاة نحو 300 طفل في غامبيا وأوزبكستان وإندونيسيا خلال عامي 2022 و2023 بعد تناولهم شراب سعال مزور يحتوي على مضاد تجمد سام.

الاتجار بالأدوية المزورة.. سوق سوداء تفوق تجارة المخدرات

وفقًا لمنظمة الإنتربول، يعتبر الاتجار بالأدوية المزورة من أكثر الأعمال غير القانونية ربحية، تفوق تجارة المخدرات بسبب الطلب المتزايد وسهولة النقل عبر الإنترنت.
في عملية "بانجيا 17" التي استمرت من ديسمبر 2024 حتى مايو 2025، تم ضبط أكثر من 50 مليون جرعة مزورة في 90 دولة، مع توقيف نحو 800 شخص.

الأدوية الأكثر استهدافاً في عمليات التزوير

تشمل قائمة الأدوية المزورة بشكل رئيسي علاجات ضعف الانتصاب مثل الفياغرا، بالإضافة إلى الأدوية الخاصة بمرضى السرطان، الأمراض المزمنة، مضادات القلق، وأدوية اضطرابات التمثيل الغذائي كالسكري والسمنة.
لاسيما أن الأدوية المعالجة للسكري والسمنة مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" شهدت زيادة في التزوير منذ عام 2023، مع تزايد الطلب عليها عالميًا.

أسباب انتشار الأدوية المزورة: دور التطبيب الذاتي والتشخيص عبر الإنترنت

يرى الخبراء أن ثقافة التطبيب الذاتي والتشخيص دون استشارة طبية تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة الطلب على الأدوية عبر الإنترنت، خاصة في البلدان التي يصعب فيها الحصول على الاستشارات الطبية بسهولة، مما يفتح الباب أمام بيع الأدوية المزورة.

كيف نحمي أنفسنا من خطر الأدوية المزورة؟

  • شراء الأدوية من الصيدليات المرخصة والموثوقة فقط

  • تجنب الشراء من المواقع الإلكترونية غير الرسمية

  • التحقق من صلاحية الأدوية وموثوقية مصدرها

  • التوعية المستمرة بخطورة الأدوية المزورة وأعراضها الجانبية

تظل ظاهرة الأدوية المزورة من أكبر التحديات الصحية في العصر الحديث، وتتطلب جهودًا مشتركة بين الحكومات، الجهات الصحية، وصناعة الأدوية للحد من هذه الآفة، وحماية صحة المواطنين من مخاطرها.