”من الحديدة … كيف أصبح رجل مرور بطلًا وطنيًا خلال دقائق؟”

في مشهدٍ يُجسد معنى التفاني والمسؤولية، واصل رجال المرور في مدينة الحديدة أداء واجبهم الإنساني والمهني بكل شجاعة وانضباط، رغم هطول أمطار غزيرة اجتاحت المدينة خلال الأيام الماضية، جعلت الشوارع تغص بالمياه وعرقلت حركة السير، لكنها لم تُثنِ رجال الأمن عن وقوفهم في الصفوف الأمامية لضبط الحركة المرورية وحماية حياة المواطنين.
216.73.216.123
وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تُظهر أحد أفراد شرطة المرور وهو يقف منتصبًا في منتصف تقاطع مزدحم، يرتدي سترته الصفراء البارزة، بينما تنهمر عليه الأمطار بغزارة، والأمواج المائية تتسرب من حوله.
دون أن يتحرك من مكانه، استمر في إشاراته اليدوية الدقيقة لتنظيم المركبات، وضمان عبور المارة بأمان، في لقطات وصفها المغردون بـ"البطولية" و"الصادقة".
وبحسب مصادر محلية، بلغ معدل هطول الأمطار في الحديدة خلال الـ48 ساعة الماضية أكثر من 65 ملم، وهو ما يُعد من أعلى المعدلات المسجلة هذا الموسم، مما تسبب في تشكل برك مائية كبيرة على الطرقات الرئيسية، وزيادة مخاطر الحوادث المرورية.
رغم ذلك، لم يتراجع رجال المرور عن مواقعهم، حيث عملوا بنظام الورديات المتواصلة، بالتعاون مع فرق الصيانة والطوارئ، لضمان انسيابية الحركة، وتقديم المساعدة الفورية للمواطنين العالقين أو الذين تعطلت مركباتهم.
إشادة واسعة من المواطنين: "هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون"
أعرب عدد من سكان الحديدة عن إعجابهم البالغ بجهود رجال المرور، واصفين إياهم بـ"درع السلامة في الظروف الصعبة".
وقال مواطن، وهو أحد السائقين الذين واجهوا ظروفًا صعبة في طريقه إلى عمله:"رأيت ذلك الشرطي واقفًا تحت المطر مثل شجرة لا تتحرك، وشعرت بالخجل من نفسي لأنني كنت أفكر في تأجيل طريقي. هذا ليس مجرد عمل، هذا تفانٍ وحب للوطن".
رغم التقدير الشعبي الكبير، يُشير مراقبون إلى أن رجال المرور يعملون في ظروف صعبة تفتقر إلى الدعم الكافي، سواء من حيث المعدات الحديثة أو التغطية الصحية والتأمينية. ويشكو الكثيرون من نقص في أدوات الحماية الشخصية، مثل السترات المقاومة للماء، وأجهزة الاتصالات الفعالة، خصوصًا في المناطق النائية.
ومع توقعات بهطول أمطار متقطعة خلال الأيام القادمة، تُجدد الدعوات إلى تفعيل خطط الطوارئ وتوفير الدعم اللوجستي الكافي لفرق المرور، باعتبارهم خط الدفاع الأول في الحفاظ على سلامة الطرق.