قطر تفضح القيادات اليمنية وتلقنهم درسا قاسيا لا ينسى

أقدم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" على خطوة شجاعة أدخلت الفرحة والسرور في قلب كل يمني وجعلتهم يشعرون بالفخر والاعتزاز، ويرفعون رؤوسهم عاليا، لكن في الوقت ذاته كانت تلك الخطوة صفعة مدوية وملطام بين العيون، وسببت حرج كبير لكل أركان الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، كما أن تلك الخطوة القطرية فضحت الانقلابيين، فكانت درسا قاسيا ومؤلما، لكل القيادات في الشمال والجنوب، ولعلهم يستفيدون من هذا الدرس، ويثوبون إلى رشدهم ويقومون بواجبهم خير قيام.
216.73.216.81
حيث قام رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومعه وزيرة التعليم العالي القطرية "لولوة بنت راشد" بتكريم معلم يمني بجائزة ”المعلم المثالي” على مستوى دولة قطر، حيث حصل المعلم اليمني "ناصر علي الرياشي" على جائزة "المعلم المثالي" على مستوى دولة قطر، في حفل رسمي أقيم في العاصمة الدوحة، تقديرًا لمسيرته التربوية المتميزة التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود في خدمة التعليم وبناء الأجيال، ولم تكتفي الحكومة القطرية بهذا التكريم، بل قامت بتسليط الضوء على إنجازات الرياشي وإسهاماته التربوية داخل المؤسسات التعليمية القطرية.
هذا أمر مبهج ومفرح لكل يمني، ووسام شرف على صدورهم، يعكس إخلاص الكادر اليمني سواء كان معلما أو طبيبا أو مهندسا، أو حتى عاملا بسيطا، فهو مخلص ويقدم كل مالديه، لكن يبقي الاهتمام بالمعلمين هو حجر الزاوية في أية نهضة لكل بلدان العالم، فما صعدت الدول إلى الفضاء الخارجي ووصلت الى القمر، وما غاصت في أعماق البحار والمحيطات، وما أخرجت من كنوز الأرض وخيراتها الا بالعلم.
هاهي قطر تكرم معلم يمني، فماذا تفعل حكومتنا الشرعية للمعلمين المناط بهم تعليم وتدريب وتأهيل جيل كامل متسلح بالعلم والاخلاق، لقد تركتهم يهيمون في الشوارع، ويتسولون ويعملون في اي مهنة لتوفير لقمة العيش لهم ولأفراد عائلاتهم، فقد شاهدنا صور مؤلمة ومخزية لتعامل حكومتنا الشرعية مع هذه الفئة المهمة في حياة كل المجتمعات، لأنها فئة تضع اللبنات الأساسية لبناء حاضر جميل ومستقبل مشرق.
أما القيادات الحوثية فهي ترى في العلم عدوها الأول، لأن العلم وحده سيوقف خرافتهم التي يروجون لها ويغرسونها في نفوس وعقول الصغار والكبار، النساء والرجال بأنهم يمتلكون صك إلهي يخول لهم السيطرة على الحكم، والتحكم في رقاب الناس ومصيرهم، وتحديد طريقة عيشهم، باعتبارهم ينتمون لبيت النبوة، وهذه الخرافة بالحكم الإلهي تعني أنهم أرقى وأرفع شأنا ومكانة من الأخرين، ونسوا ان الرسول صلى الله عليه وسلم والذي ينسبون أنفسهم إليه، أكد في الكثير من أحاديثه الشريفة إن الناس سواسية ولا فرق بينهم، وأن الله سبحانه وتعالى أوضح هذا التساوي في محكم التنزيل قائلا " إن أكرمكم عند الله اتقاكم"
لقد بكى ملايين اليمنيين داخل وخارج اليمن وهم يشاهدون أستاذ جامعي يحمل أعلى الشهادات يقف في شوارع عدن وهو يبيع اللحوح، لأنه لا يملك مايطعم به أطفاله، كما ذرف ملايين اليمنيين الدموع وهم يشاهدون معلم كبير السن قد بلغ من العمر عتيا وتزين وجهه الهزيل لحية بيضاء، وهو يفترش الأرض لبيع بعض الأشياء ليوفر لأولاده الثمانية ما يسترهم ويمنع عنهم صرخات الجوع، فلماذا يحدث كل هذا العبث؟؟
لأن حكومتنا الشرعية مشغولة بالمحاصصة وتقسيم الغنائم فيما بينهم، ثم إن أطفالهم لا يدرسون في المدارس اليمنية وأولادهم وبناتهم لا يدخلون الجامعات اليمنية، فهم هناك في الخارج يتعلمون في أفضل المدارس ويلتحقون بأرقى الجامعات، فلماذا يشغلون بالهم بالمعلم اليمني؟.
ختاما فلن تنهض اي أمة دون العلم، وكما يقول الإمام الشافعي رضوان الله عليه " إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الأخرة فعليك بالعلم، وإذا أردت الدنيا والآخرة فعليك أيضا بالعلم، أما القيادات في حكومتنا الشرعية، فهم يسخرون من هذه الحكمة العظيمة للإمام الشافعي، ويرون أن المال والمنصب والراتب بالعملة الصعبة هو ما يجب أن يشغل بالهم، وليغرق اليمنيون في ظلام الجهل الدامس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.