خفر السواحل بحضرموت يُحرّر ثلاثة عناصر أمن صوماليين من قارب اختطاف في المياه الإقليمية بعد عملية بحرية دقيقة

تمكّنت قوات خفر السواحل بمحافظة حضرموت، اليوم الثلاثاء، من تنفيذ عملية نوعية ناجحة أسفرت عن تحرير ثلاثة عناصر من الأجهزة الأمنية الصومالية كانوا قد اختُطفوا في المياه الإقليمية، وذلك بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة وممنهجة استهدفت قارب صيد تقليدي قادم من ولاية بورتلاند الصومالية.
216.73.216.81
وبحسب مصادر أمنية، فإن القارب كان متورطًا في محاولة اختطاف العناصر الثلاثة، قبل أن تتدخل وحدات خفر السواحل بسرعة فائقة بناءً على بلاغ استخباري دقيق، لتبدأ عملية تتبع منسّقة باستخدام الرادارات البحرية المتقدمة والمعلومات الميدانية الاستخباراتية. وتمكّنت القوات من اعتراض القارب عند ميناء قصعير، بعد أن تبيّن أنه كان يتجه لتفريغ حمولة الأسماك كغطاء لعمليته غير القانونية، مع نيّة إخفاء المختطفين على متنه.
وأسفرت العملية عن تحرير المختطفين الثلاثة دون أن يُصابوا بأذى، حيث جرى تقديم الرعاية الصحية والنفسية اللازمة لهم فور وصولهم إلى الشاطئ، في خطوة تؤكد التزام السلطات المحلية بحماية الأرواح وضمان سلامة الضحايا حتى بعد انتهاء الخطر المباشر.
كما تم التحفظ على طاقم القارب بالكامل وعددهم 10 أشخاص، وتمت مصادرة القارب وتفتيشه بدقة، حيث عُثر بداخله على أسلحة نارية وذخائر، بالإضافة إلى بدلات عسكرية، ما يشير إلى أن القارب لم يكن مخصصًا للصيد فحسب، بل كان جزءًا من شبكة منظمة تمارس أنشطة إجرامية في المياه الإقليمية، بما في ذلك الاختطاف والتهريب.
وفي تصريح خاص، أشاد قائد قوات خفر السواحل بحضرموت، العقيد بحري عمر عوض الصاعي، بجاهزية وحداته وقدرتها على التعامل السريع مع التهديدات البحرية، واصفًا العملية بأنها "ثمرة تنسيق متقن بين خفر السواحل بحضرموت ونظرائه في الدول الإقليمية"، مشيرًا إلى أن هذا التعاون أسهم في بناء شبكة أمان بحرية فاعلة تحمي الممرات الملاحية الدولية وتردع أي محاولات للتجاوز أو التهريب أو الاعتداء على الأمن البحري.
وأضاف العقيد الصاعي: "ما قام به أفراد خفر السواحل اليوم كان أشبه برقصة عسكرية متقنة، جمعت بين دقة الرادار، وحدّة الملاحظة الحية، وسرعة اتخاذ القرار، ما مكّنهم من السيطرة الكاملة على الموقف وإنقاذ المختطفين في ظروف بالغة التعقيد".
وأكد أن السلطات المختصة باشرت التحقيقات مع طاقم القارب، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وفقًا للأنظمة والقوانين البحرية المحلية والدولية، مشددًا على أن مثل هذه العمليات ستظل تُلاحق بكل حزم، وأن مياه حضرموت الإقليمية ستظل منطقة آمنة خالية من أي نشاط إجرامي.
وتأتي هذه العملية في سياق جهود متواصلة تبذلها قوات خفر السواحل بحضرموت لتعزيز الأمن البحري، ومواجهة التهديدات العابرة للحدود، لا سيما في ظل تصاعد محاولات استغلال القوارب التقليدية لأغراض غير مشروعة في منطقة القرن الإفريقي وبحر العرب.